إن الرياضة تمدّ الجسم بالصحة والعافية، فقد أوصى الله نبيه بالحفاظ على صحته، فكان -صلى الله عليه وسلم- قوامُه جميل، وقوي، وجسده ممشوق؛ لِما كان يُمارسه من رياضات كثيرة، وساعدته على الانتصار في معارك عِدة، ونشر الإسلام، ولكن هل جاء هذا صراحةً في القرآن الكريم؟
آيات قرآنية عن الرياضة
إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- بنيانه الجسمي كان جميل، ولا عجب في ذلك، فهو الأسوة الحسنة، إلا أنه كان يحرص على ممارسة التمارين الرياضية أكثر من غيرِه من الصحابة لِما أوصاه الله.
فقد جاءت آيات قرآنية عن الرياضة، ولكن ليس بمنظورها الحالي، بل إنها تحُث على النشاط، وعدم الكسل أو اليأس:
-
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)” سورة الأنفال.
-
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (65)” سورة الأنفال.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الرياضة بالعناصر وأهميتها للفرد والمجتمع
الرياضة في السنة النبوية
الرياضة لها منزلة كبيرة في الإسلام، فكانت تسير على مناهج ودوافع حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فثمَّة رياضات عِدة كانوا يمارسونها، ولها فوائد كبيرة.. تتجلى في الأحاديث النبوية:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟ قالوا: كيفَ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ؟ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا فأنَا معكُمْ كُلِّكُمْ”. الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 4694 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المِنْبَرِ يقولُ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ” . الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 2514 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فوائد ممارسة الرياضة
أوصى -صلى الله عليه وسلم- بممارسة الرياضة لفوائدها الجمّة، بكافة أنواع التمارين، سواء للجسم، أو العقل، أو البشرة لزيادة جمالِها.
- تُساعد على زيادة حركة الأمعاء، فتُقلل فرصة الإصابة بالإمساك.
- تقوية عضلات الجسم، فتحصل على جسم ممشوق وجذاب.
- التخلص من السموم والفضلات الضارة في الجسم.
- تؤثر على نشاط الدماغ؛ حيث ُ تزيد من قوة الذاكرة وتُقلل فرصة الإصابة بالزهايمر.
- القضاء على الروتين والملل، فيُصبح الجسم أكثر نشاطًا وإقبالًا على أداء المهام اليومية.
- تحسين سُرعة البديهة، وتُقلل من التشتُت الذهني.
- فتح الشهية والقضاء على النحافة، وبعض الرياضات تحد الشهية وتقضي على الدهون المُتراكمة.
- تأخير ظهور علامات الشيخوخة، وتُقلل من فرصة الإصابة بالخرف.
- الحصول على بشرة صافية، ونضرة، وشد البشرة؛ لزيادة ضخ الدم في الأوعية الدموية، والتخلُص من السموم.
- الحد من الإصابة بالاكتئاب؛ فهي تُساعد على الاسترخاء، والشعور بالراحة والطمأنينة.
- تقوية العِظام، وتقليل فرصة هشاشتها، والإصابة بالتهاب المفاصل.
- تُحسن عملية هضم الأطعمة، والتخلص من تقلصات المعدة وآلامها المُزعجة.
- تقليل فرصة الإصابة بالأمراض: “ارتفاع ضغط الدم، السكتة القلبية، تصلب الشرايين، السكتة الدماغية، السرطان، داء السُكري”.
لا يفوتك أيضًا: خطوات علاج الخلعة في المعدة بالقرآن الكريم
ضوابط ممارسة الرياضة في الإسلام
حلّ الله الرياضة للنساء والرجال، لكن مع هذا وضِعَت بعض الضوابط حفاظًا عليهم من أي ضرر يُلحق بهم، وهي:
- ارتداء الملابس المُحتشمة، فعلى الجنسين عدم ارتداء ما يُظهر العورة.
- الابتعاد عن الاختلاط، فيجب ممارسة الرياضة في مكان مُخصص ومُنفصل عن الجنس الآخر.
- أن تكون الرياضة من المشروعة في ديننا الحنيف، تلك التي لا تُلحق الضرر بالجسم، أو تُهدد حياتُه.
- عند ممارسة الرياضة، يجب الحرص على عدم إلحاق الضرر بالغير قدر الإمكان، سواء الإنسان أو الحيوان.
- عدم الإلهاء عن العبادات، لا سيّما الصلاة والصيام، فإن كانت ستتسبب في تأخير أداء الصلاة يجب الابتعاد عنها.
- تجنب كسب الأموال الحرام من مُمارسة الرياضة.
- قدر الإمكان، يجب الابتعاد عن العُنصرية، وعدم إشاعة الفِتَن.
لا يفوتك أيضًا: أسئلة دينية إسلامية صعبة للاذكياء مع أجوبتها من القرآن والسنة
الرياضة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ثمَّة أنواع من الرياضات مارسها الرسول، وانتشرت في عهدِه، وما زالت تُمارس حتى الآن، ولها فوائد جمَّة على الجسم:
- الفروسية: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يهتم بالخيل، ويتدرب دائمًا على ركوبها، ويتسابق مع الصحابة على ركوبِها، وكان مُشرفًا بين أصحابه على ركوبِها.
- السباحة: من أكثر أنواع الرياضات التي تقوي الجسم، والخليفة عُمر بن الخطاب –رضي الله عنه- كان حريصًا على أن يُعلمها لأبنائِهم.
- الرماية: كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يحرص على رمي السهم والرماح، فقال عُقبة بن عامر: “سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المِنْبَرِ يقولُ:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ” . الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 2514 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- التسابق: كان يحرص على –عليه الصلاة والسلام- على التسابُق مع الصحابة، والركض، وعن عائشةَ، رضيَ اللَّهُ عنها، أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ قالت: “فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ”.
- السيوف: التقاتُل بالسيوف الخشبية كانت الرياضة المُفضلة للأطفال الصِغار، وكان الرسول يسمح بذلك، وانتشرت الرياضة حتى بين أصحابِه في عهدِه.
- الصيد: فقيل إنه سُئل الرسول عن حُكم مُمارسة رياضة الصيد، وقيل: “وما صِدْتَ بقَوْسِكَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وما صِدْتَ بكَلْبِكَ المُعَلَّمِ، فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وما صِدْتَ بكَلْبِكَ غيرِ مُعَلَّمٍ فأدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ”.
- المُبارزة: الدليل على ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرت بالمُبارزة لأصحابه الشُجعان في عزوة بدر، وكانوا: “عتبة ابني ربيعة، وعلي، وعبيدة بن الحارث بن عبد المُطلب”.
في ختام الحديث حول آيات قرآنية عن الرياضة للرياضة كثير من الفوائد على الجسم، فقد أوصى بها رسول الله، لكن ومع انتشار أنواع كثيرة الآن، إلا أن الرياضيين يغفلون عن الضوابط الشرعية، فلا بُد النظر بها، واِتباعها لنيل الأجر الكبير.