يتمثل النظام المجتمعي في الإمارات في مجموعة من القبائل والعشائر، اختلفت فيما بينها من حيث الأصل أو النسب، والصفات، وأماكن الانتشار، لكنها تتشابه جميعها في العرق، والاشتراك في خط الملامح العريضة وكذلك التفاصيل الدقيقة للوحة الإمارات العربية المتحدة.
أشهر واغني قبائل الإمارات
تضم الإمارات ما يزيد عن 870 قبيلة، وجديرٌ بالذكر أنه رغم التحول المدني الذي ابتغاه الشيخ “زايد آل نهيان” بتوحيد القبائل؛ إلا أنه لم يستطع القضاء على النزعة القبلية بين أبناء الشعب، ونجحت كل قبيلة في الاحتفاظ بكيانها على مر التاريخ، وقد استطاعت عدة قبائل الاحتفاظ بشهرتها الواسعة في الدولة، ويرجع ذلك لأسباب مختلفة.
1- قبيلة العوامر
تُعد هذه القبيلة أكبر قبائل الإمارات، ويمتد انتشارها ليطال عمان واليمن، كما تربطها علاقة مصاهرة مع قبيلة “بني ياس”، تحديدًا عائلة “آل نهيان”، بالإضافة إلى أنها منشأ أقرب مستشاري الشيخ “زايد آل نهيان” وأحد حكماء القبيلة، وهو الشيخ “سالم بن حم”.
انقسمت القبيلة إلى عشيرتين أساسيتين، وهما:
العشيرة | أهم عائلاتها |
بدر | آل حيدر (شيوخ العوامر)، والخلاطة، والمقالة، وبيت العويني، والحبانين. |
لز | آل خميس، وآل مبارح، وآل شريف، وآل عميد. |
2- قبيلة بني ياس
لعل البداية المناسبة لحديثنا عن أكبر قبائل الإمارات تكون مع قبيلة “بني ياس”، والتي تُعد القبيلة الأشهر ضمن مجموعة القبائل التي تضمها الدولة، وترتكز القبيلة في انتشارها على ساحل الخليج العربي، وينحدر منها نسل الأسر الحاكمة في الدولة “آل نهيان” و”آل مكتوم”.
يعود أصل القبيلة إلى “ياس بن عامر”، الذي ينتسب في الأصل لقبيلة “نزار بن معد بن عدنان”، وقد تمركزت القبيلة في البداية في واحة “ليوا”، ثم حدث أن انتقل فرع “آل بو فلاح” إلى مدينة أبوظبي واستوطنوها، وكان ذلك في عام 1793.
من هنا كانت بذرة العائلة الحاكمة لأبوظبي “آل نهيان”، وقد ضمت قبيلة “بني ياس” أكثر من 20 قبيلة فرعية، إحداها هي قبيلة “بو فلاسة”، والتي يعود لها أصل عائلة “آل مكتوم”.
نجحت قبيلة “بنو ياس” في التفوق عسكريًا، كما نجحت في الانتشار على محيط كبير من الدولة، ما دفع الكثير من القبائل الأخرى _ولأسبابٍ مختلفة_ إلى السعي في التحالف مع القبيلة أو حتى الانضمام لها.
كما برزت قبيلة “بنو ياس” كأشهر قبائل الدولة؛ فقد برز أكثر من فرعٍ لها ليمثلوا محاورها الأساسية، ومن هذه العشائر الفرعية:
- عشيرة آل بو فلاح: والتي تعتبر قلب القبيلة النابض، ويُطلق على الرجل المنحدر من هذه العشيرة لقب “شيخ”، وأشهر العائلات المنحدرة منها هي “آل نهيان”، و”آل سعدون”، و”آل سلطان”.
- عشيرة الرواشد: تعتبر من كبرى عشائر القبيلة، وتتركز بشكلٍ أساسي في مدينة “دبي”، وتتفرع لعدة فروع أخرى، أهمها فرع “بو فلاسة”، الذي تنتسب إليه عائلة “آل مكتوم”، وينحدر منه أصل “آل الفطيم”.
- عشيرة القبيسات: ارتكز مقام هذه العشيرة في الساحل الشرقي لإمارة “أبوظبي”، وقد اشتهروا بامتهان الغوص واستخراج اللؤلؤ، والقنص، وتمتلك الفئة الثرية في العشيرة بساتين كبيرة من النخيل.
- عشيرة المزاريع: تقطن منطقة “الظفرة” في أبو ظبي بشكل رئيسي؛ حيث أنهم يتوزعون في عدة نواحٍ أخرى من الدولة، وقد اشتهروا بامتلاكهم بساتين النخيل في واحة “ليوا”.
إلى جانب العشائر المتقدم ذكرها؛ تضم قبيلة “بنو ياس” عدة عشائر فرعية أخرى، منها الهواميل، والمرر، والهلاطة، والمشاعين، والرميثات، والقمران، وغيرها من القبائل.
تعرف على: أسماء قبائل الإمارات الشيعة وأصولهم وعددهم
3- قبيلة القواسم
يشير التاريخ إلى إطلاق لقب “القواسم” على كل ما قطنوا المنطقة الممتدة بين رأس الخيمة شمالًا، ورأس مسندم ومدينة أبوظبي جنوبًا، وقد ضمت هذه القبيلة ما يزيد عن 20 عشيرة متفرقة، وقد كان لهم نصيبٌ كبير من التفوق العسكري.
كما كان لها دور قومي بارز في محاربة السياسات الأوروبية الفاسدة في كل من ساحلي عمان والخليج، والتي امتدت لقرون، نالت القبيلة على إثرها شهرةً واسعة في الأوساط الغربية، لكن كقبيلة إرهابية، وهذا بعد أن أعادت تلك الدول تشكيل المشهد لتظهر اعتراض السلاح البحري للقبيلة للسفن الأوروبية على أنها أعمال قرصنة ونهب.
تتمتع قبيلة “القواسم” بمزية سياسية واجتماعية كبيرة؛ كونها ينحدر منها أصل قبيلة “آل علي”، والتي منها حكام إمارة “أم القيوين”، يتوزع فروع القبيلة على أكثر من منطقة من مناطق الدولة، ولكنهم يتواجدون بشكل بارز في الشارقة ورأس الخيمة.
تضم القبيلة عدة فرع أخرى منها “المهرة” الذين يستوطنون في رأس الخيمة، و”العبادلة” الذين يستوطنون منطقة الجيال وسهل الباطنة والشارقة، و”البومهير” الذي يتركز وجودهم في المناطق الساحلية بين مدينتي “دبي” و”رأس الخيمة”، ويعود لها أصل واحدة من أثرى عائلات الإمارات، وهي عائلة “المهبري”.
4- قبيلة المناصير
هي واحدة من أكبر القبائل في الدولة، والتي تتمتع بانتشار كبير وواسع ليس في الإمارات فحسب؛ ولكن على مستوى الخليج العربي، الحد الذي مكنها من منافسة قبيلتي “بني ياس” و”القواسم” والاستقلال عنهما، ورغم ارتكازها الأساسي في منطقة أبوظبي، إلا أنها تستوطن أماكن عدة في السعودية وقطر.
تتمتع فروع القبيلة بالترابط الوثيق بين أبنائها –على اختلاف مناطق استيطانها- ويمكن الإشارة إلى أبرز فروعها الرئيسية على أنهم:
العشيرة | أهم العوائل |
عشيرة آل بو رحمة | آل تعيب، آل بلخيل، الريالات، الغدافات، آل وبران، العلاجية، العتبيات، الموالك، المسافرة، آل سالمين، الشحيمات. |
عشيرة آل بلعشر | آل زيتون، آل حليمان، آل رشيد، آل عذبة، آل عمير، آل غوينم. |
عشيرة بو منذر | المطاولة، آل هجاج، الملاغيث، الكعابرة، المصانعة، آل الضحاك، النوافع، الحديلات، السواحيت، المراشيد. |
تعرف على: أكبر قبيلة في الإمارات وأشهرهم وأغني قبائل الإمارات ؟
قبائل مشهورة في الإمارات
رغم سطوع نجم عدد من القبائل في الإمارات باعتبارهم النواة الأساسية لهيكل الدولة؛ إلا أنها تضم مئات القبائل والعشائر الأخرى، التي ساهمت ولا تزال تسهم بشكل كبير في تشكيل تاريخها، ومن أشهر هذه القبائل:
1- قبيلة الشرقيين
تتألف قبيلة الشرقيين من عدة قبائل مختلفة جمعتهم وحدة المكان، الذي هو “وادي حام”، ومنطقتي “دبا” و”الشمالية”، ويتركز وجودهم في نطاق إمارة الفجيرة، وتمتاز بأن إليها يعود نسب الأسرة الحاكمة للإمارة.
يشتغل أفراد القبيلة بالمهن البدوية الرئيسية كتربية قطعان الأبقار والماعز، والزراعة، كما أن بعضهم يمتهنون بالصيد البحري، فهي تعتبر بشكلٍ عام قبيلة مستقرة.
2- قبيلة الشوامس
تعود نشأة قبيلة الشوامس إلى “شامس” ابن شيخ قبيلة “النعيمي”، الذي نشب خلافٌ كبير بينه وبين أخيه “خريبان” بعد وفاة والدهما؛ حيث انشق “شامس” ومعه مجموعة من أفراد القبيلة عن “النعيمي”، بينما بقي أخوه وبقية أفراد القبيلة.
3- قبيلة العليلي
يرتكز أفراد القبيلة في منطقة العين، كما أن العدد الأكبر منهم يوجد في إمارة “أم القيوين”، بعد أن انتقل إليها شيخهم “عبدالله راشد هلال العليلي”، مع بعض عشائر القبيلة منها “بن صفوان”.
تعرف على: ما هي قبائل الإمارات الأكثر ثراءً
عائلات الإمارات الأكثر ثراءً
بعد الحديث عن أكبر قبائل الإمارات وأكثرها انتشارًا، تجدر الإشارة إلى أكبر قبائل الإمارات التي امتازت بالثراء والصيت الكبير، وأبرز هذه القبائل:
1- عائلة الفطيم
تُعد هذه العائلة هي الأغنى على مستوى الدولة، ويقدر دخلها في عام 2022 بحوالي 9.9 مليار دولار، بينما يبلغ صافي ثروتها حوالي 2.4 مليار دولار، وتدير العائلة ما يزيد عن 200 علامة تجارية في مختلف المجالات، ويمتد انتشارها على مستوى 20 دولة.
2- عائلة الحبتور
ترتكز أنشطة العائلة في قطاع البناء والمقاولات وإدارة الفنادق، ليس فقط على مستوى الإمارات، لكن يمتد ليصل إلى لبنان ومصر والنمسا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى امتلاكها مؤسسة خاصة بالسيارات، تمتلك أكبر صالة لعرض سيارات بنتلي، وتبلغ ثروة العائلة ما يزيد عن 5 مليار دولار.
3- عائلة لوتاه
نجحت عائلة لوتاه في الانضمام لأسواق العديد من المجالات منذ أكثر من ستين عامًا، من خلال أكثر من أربعين مؤسسة، كما أن لديها مجموعة استثمارات في منطقة القرن الأفريقي بالإضافة إلى عدة دول أوروبية، وتقدر ثروة العائلة بحوالي 2 مليار دولار.
يبلغ عدد سكان دولة الإمارات ما يقارب 10 مليون نسمة، ورغم ارتفاع نسبة التركيبة السكانية لها في إمارتي دبي وأبو ظبي؛ إلا أن نسبةً كبيرة لا زالت محتفظة بهويتها القبلية والعشائرية.