سورة الفاتحة التي بها يُكلم الله عبده.. والتي بفضلها تُبدأ الصلاة، وهي أساس الدعوات الطيبة للشفاء من الحُزن والمرض، هي معجزة وهبها الله للإنسان.
بحث عن سورة الفاتحة
هي أول سورة في المصحف الشريف، وهي سورة مكيّة.. أي نزلت في مكة المكرمة، والتي قال الله سبحانه عنها في كتابه الكريم: “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)” سورة الحجر.
قد عُني بالسبع المثاني سورة الفاتحة، ذُكرت بهذه الصيغة نظرًا لفضلها الكبير، وأن يُكتب بحثًا عنها هي طريقة تُساعد الطالب على معرفة كم ضخم من العلم عنها.
تحميل بحث عن سورة الفاتحة PDF
عناصر البحث
- مقدمة بحث عن سورة الفاتحة.
- سبب تسمية الفاتحة بهذا الاسم.
- فضل سورة الفاتحة.
- الفاتحة الشافية من الأسقام.
- تفسير آيات سورة الفاتحة.
- خاتمة بحث عن سورة الفاتحة.
أولًا: مقدمة بحث عن سورة الفاتحة
لكل جزء من القرآن الكريم فضلٌ بيّن، فكله كلام الله تعالى، الذي أنزله على نبيّه الكريم، الذي لا ينطق عن الهوى.
ولمّا كان للفاتحة فضلٌ كبير بات للتعرف إلى آياتها الكريمة فضلٌ أكبر، خاصة أنها وُضعت كبداية للمصحف الشريف.
ثانيًا: سبب تسمية الفاتحة بهذا الاسم
سُميت الفاتحة بهذا الاسم لأنها هي التي يُفتتح بها القرآن الكريم، وهي فاتحة الكتاب منذ عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت هي أيضًا فاتحة الصلاة.
ليس الفاتحة هو اسمها الوحيد، ومنها التي كانت اجتهادات من التابعين واصفة إيّاها، وأخرى وردت بالفعل في السنة عن النبي صلى الله وعليه وسلم.
لا يفوتك أيضًا: تجربتي مع خدام سورة يس للتخلص من المشاكل والهموم
الأسماء الواردة من السنة للفاتحة
1- فاتحة الكِتاب
ورد عن عبادة بن الصامت: “كنا خلفَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صلاةِ الفجرِ فقرأَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فثَقُلَتْ عليهِ القِرَاءةُ فلما فَرَغَ قال لعلكم تقرؤونَ خلْفَ إمامِكُم قلنَا نَعَمْ هذا يا رسولَ اللهِ قال لا تفعَلُوا إلا بفاتِحَةِ الكتابِ فإنه لا صلاةَ لمن لم يقرَأْ بِهَا”.
فهي التي يُفتتح بها الكِتاب، والصلاة والتعليم والقراءة في القرآن، وقد قِيل أيضًا أنها السورة الأولى التي كُتبت في اللوح المحفوظ.
2- السبع المثاني
تسمية السبع المثاني هي الأشهر عن الفاتحة، حيث أتت في القرآن الكريم كما ذكرنا آنفًا، وكذلك على لِسان النبي صلى الله عليه وسلم.
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: “مرَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى أُبَىِّ بنَ كَعبٍ، فقال: أتُحِبُّ أن أُعَلِّمَك سورَةً لَم ينزَل في التَّوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها؟ قلتُ: نَعَم، يا رسولَ اللَّهِ، قال: فَكيفَ تَقرَأُ في الصَّلاةِ؟ فقَرَأتُ عليهِ أُمَّ الكتابِ، فقال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: والَّذِي نَفسِي بيَدِه، ما أُنزلَت سورةٌ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، وإنَّها لَهي السَّبعُ المَثاني والقُرآنُ العَظيمُ” صحيح. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري | الصفحة أو الرقم : 8/2/75 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (2875)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11205)، وأحمد (9345) باختلاف يسير، والطبري في ((التفسير)) (17/139) واللفظ له
سبب كونها سبع مثاني لأنها سبع آيات، وأمّا عن تسمية المثاني فسببها أتى فيه عدد من الآراء بين علماء السنة والتفسير.
- مُستثناة من كافة الكُتب السماوية.
- تُقرأ في الصلاة ثم تُثنى بسورة أخرى ولا تُترك وحيدة.
- البعض قال لأنها في كل ركعة تُتلى.
- أمّا الرأي الراجح أنها نزلت مرتين، الأولى في مكة والثانية في المدينة.
- كذلك فإن الفاتحة كلما قرأ العبد منها آية ثنّى الله على قوله برد آخر.
- يجتمع في سورة الفاتحة فضل كبير وفصاحة لغوية لا مثيل لها.
- هي استثناء لأمة محمد، فلم ينزل مثلها لأمة أخرى غير أمة محمد.
3- أم القرآن
ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ….” صحيح مسلم.
يُستدل على هذه التسمية أيضًا من قول أبو هريرة عنها: “سَمِعَ أبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يقولُ: في كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ، فَما أسْمعنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسْمَعْنَاكُمْ، وما أخْفَى عَنَّا أخْفَيْنَا عَنْكُمْ، وإنْ لَمْ تَزِدْ علَى أُمِّ القُرْآنِ أجْزَأَتْ وإنْ زِدْتَ فَهو خَيْرٌ” صحيح البخاري. الراوي : أبو هريرة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 14/230 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (772)، ومسلم (396) باختلاف يسير
سبب تسميتها بهذا الاسم راجع لعدة أمور أيضًا، والتي أقرها علماء الدين.
- أم الشيء أي أصله، فهي التي تضم أربعة أمور يستند عليها القرآن وهي: ” الإلهيات، المعاد، النبوات، إثبات القضاء والقدر لله”.
- كذلك هي متقدمة على ما يتبعها من السور.
3- القرآن العظيم
قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:
” كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ” صحيح البخاري. الراوي : أبو سعيد بن المعلى | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4703 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لأنها هي التي فيها يعترف الإنسان بعجزه عن القيام بأي شيء دون عون الله سبحانه وتعالى، وهي الهداية والصراط المُستقيم.
لا يفوتك أيضًا: صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة الصحيح
ثالثًا: فضل سورة الفاتحة
إن السبب الذي دعا إلى كتابة بحث عن سورة الفاتحة هو الفضل الكبير الذي بهذه الآيات القليلة.
- أعظم سور القرآن وهو ما أقرّه النبي صلى الله عليه في أحاديثه.
- تحمل عدد من المواضيع رغم قِصرها، حيث تدعو إلى إخلاص العمل إلى الله سبحانه وتعالى.
رابعًا: الفاتحة الشافية من الأسقام
حكى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانُوا في سَفَرٍ، فَمَرُّوا بحَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقالوا لهمْ: هلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فإنَّ سَيِّدَ الحَيِّ لَدِيغٌ، أَوْ مُصَابٌ.
فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: نَعَمْ، فأتَاهُ فَرَقَاهُ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِن غَنَمٍ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقالَ: حتَّى أَذْكُرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ ما رَقَيْتُ إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَتَبَسَّمَ وَقالَ: وَما أَدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: خُذُوا منهمْ، وَاضْرِبُوا لي بسَهْمٍ معكُمْ” الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2201 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
فهي التي بها يخف الألم كاملًا! وهو ما لا يصدقه أو يتوقعه أحد، إلا أن هذه الحقيقة والإعجاز الذي في هذه الآيات البسيطة.
كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
“بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ”. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البغوي | المصدر : معالم التنزيل (تفسير البغوي) | الصفحة أو الرقم : 1/79 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (806) باختلاف يسير
خامسًا: تفسير آيات سورة الفاتحة
قال أبو هريرة عن سورة الفاتحة أن النبي قال:
“مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ. الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم : 14/7 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ”.
بسم الله الرحمن الرحيم يُقصد بها التوكل على الله، طلب العون والقبول منه سُبحانه، خاصةً أنها تضُم صفات الله سبحانه وتعالى، هو الرحيم بعباده تقدست أسماؤه.
ثم يحمد العبد ربه، هو سبحانه المُستحق لهذا الحمد والثناء، والرحمن الرحيم تحمل ذات المعنى من أسمائه سُبحانه، أمّا مالك يوم الدي يُعنى بها أنه سُبحانه هو الذي يملك يوم القيامة.
بعدها يبدأ العبد بالدعاء إلى الله سبحانه، بأنه هو المعبود المستحق الوحيد، سائلًا إياه أن يهديه إلى صِراطه المستقيم.. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ، أي طرق الهداية الصحيح وليس الذي يُخيل إلينا نحن أنه صائب.
لا يفوتك أيضًا: أسئلة دينية إسلامية صعبة للاذكياء مع أجوبتها من القرآن والسنة
سادسًا: خاتمة بحث عن سورة الفاتحة
هذه السورة تستحق بالفعل كل هذا التقديس، وتستحق أن تُتلى طويلًا كلما أصابك حزنًا أو مرضًا، وهذا بالفعل ما يستحق أن نفعله بالقرآن الكريم.. حمله في صدورنا.
كتابة بحث عن سورة الفاتحة يُعلمنا بالفعل الكثير من الأشياء التي كنّا نجهلها عن فضل هذه السورة الكريمة.