تهدف دراسة تعريف الهوية الثقافية إلى التعرف على الدور الفعال الذي أداه التعريب، حيث عمل على تعزيز الهوية الثقافية في الوطن العربي، وذلك تبعًا للتحديات التي تفرضها العولمة الإعلامية، إذ شهدها العالم منذ فترة، ومن أهم ما يتناوله هذا التعريف هو التأثيرات الكبيرة التي نتجت عن العولمة.
ما علاقة الهوية الثقافية بالعولمة؟
تعبر الهوية الثقافية عن الهوية الخاصة بكل مجتمع حيث تميزه عن غيره من المجتمعات عبر التاريخ.
إذ شكلت لغة تفاهم يتشارك فيها جميع أبناء هذا المجتمع إلى جانب أنها شكلت نمط كاملًا للحياة، ولم تكتفِ بذلك بل عملت على إنشاء نمط كامل للتعامل مع البيئة المحيطة.
من منطلق الحفاظ على الهوية؛ فقد عملت المجتمعات عاكفة على الحفاظ على هويتها لتسليمها لجميع الأجيال المتعاقبة.
كما حرصت على ذلك مهما كانت الظروف الخارجة أو الظروف المحيطة مثل وقوع الوطن تحت نيران المستعمرين بالرغم من محاولاتهم المستمرة في تحريض المواطنين للتجرد من هويتهم .
أما عن علاقة الهوية الثقافية بالعولمة فهي تتمثل في ارتباط العولمة بالهوية الثقافية من خلال نشر الهوية الغربية، وهذا ما لوحظ جليًا من خلال وسائط الإعلام المختلفة من:
القنوات التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا تحت مظلة “جعل العالم قرية صغيرة”
كذلك يمكننا أن نلاحظ الهوية الغربية وما تحاول تقديمه في العديد من الوسائط من حولنا من: النقاشات / المناظرات / الورش / الحوارات / المسلسلات / الرسائل / الأفلام وغيرها.
تعرف على: بحث عن التخطيط الاستراتيجي والإداري
أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية
إن تعريف الهوية الثقافية لا يتوقف فقط عند التعرف على ما يعنيه المصطلح، بل إنه بمجرد علمك بما يعنيه لا بد أن تتشكل على عاتقك مسؤولية تحقيق الحفاظ على هذه الهوية التي لا طالما كانت من أهم المعايير التي تمثلك وتعبر عنك؛
لذا فإن من طرق الحفاظ على الهوية التأكيد والالتزام على الذاتية الثقافية الإسلامية والعربية للشخصية المصرية.
إذ تحافظ عليها من خلال الأصالة العميقة المكونة للتعمق الاستراتيجي الذي يعمل على تأكيد النسيج الاجتماعي والوطني.
لا بد من التأكد من أن البيئات المحيطة بك تساعد على تكريس هذا الشعور بل والسعي في تحقيق المحافظة على هذه المسئولية سواء كان العمل / الدراسة / الجامعات أو غيرها مما يساعد في التغيير إلى الأفضل.
إن القيم الاجتماعية عبارة عن الصورة الضرورية لمواجهة المستقبل؛ لذا فإنه من الأهمية القصوى تعميقها وغرسها، وذلك من خلال جعل الشريعة الإسلامي والدين الإسلامي مصدرًا موثقًا لها.
هذا إلى جانب تجلي الثقافة الوطنية وغرس الشعور بالانتماء الوطني؛ فهذا هو ما يعزز الفرد ويشكل قيمته.
تعرف على: بحث عن الذكاء الاصطناعي مختصر بالمراجع
ماهية الهوية الثقافية
من خلال الاطلاع على الأدبيات التي تتعلق بشكل أو آخر بالهوية، لم يتبين أن هناك تحديد لـ تعريف الهوية الثقافية، وذلك يرجع إلى شمولية التعريف بل وسعته إلى جانب تعدد المدارس الفكرية المختلفة، أما عن التعريف المتقدم ذكره فهو خلاصة البحث.
البحث الذي طال الحديث عنه من قبل مجموعة كبيرة من النقاد مثل: هدى سويلم / أحمد بن نعمان / محمود الناقة / سعيد السعيد / خالد حامد.. وغيرهم العديد من النقاد الذين وجهوا تعريفهم للهوية الثقافية في اتجاه المدرسة الفكرية الخاصة به.
مقومات الهوية الثقافية
هناك مجموعة من المقومات التي تنتج من اختلاف الآراء ووجهات النظر، ومنها:
1- الدين
يعتبر الدين من أهم المقومات الأساسية التي تعتمد عليها الهوية الثقافية، كما يحدد للأمة كل ما يخصها من فلسفة / حياة / غاية / ووجود، فبدونه أصبح توجيه الأفراد مجرد فكرة غير قابلة للتنفيذ.
فهو من أساسيات تعميق الهوية الثقافية بل وإبرازها، كما أن دوره يتمثل في توجيه الفرد إلى المجموعة في جميع الجوانب الحياتية التي تشكل الإطارات الخارجية الخاصة بالهوية، من:
الحياة السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية / الفكرية وغيرها من جوانب الحياة المختلفة التي تعمل على الحفاظ العام للهوية الثقافية.
2- اللغة العربية
تعرضت لغتنا الجميلة إلى الانتهاك من قبل أبنائها، ومن المخزي أن نقول أبنائها حيث أنها كانت عزيزة لا تقبل الهزيمة أو الخسارة وما زالت ولكن ليس ككرتها الأولى، فبمجرد الحفاظ على اللغة أنت هكذا تحافظ على هويتك الثقافية؛
فهي تعتبر أداة النقل المؤثرة، إذ تنقل ثقافة الأمة إلى أبنائها، وذلك لأن اللغة العربية هي بمثابة ذاكرة الأمة الدائمة التي يختزن بها قيمها / مفاهيمها / وتراثها.
هي الأداة للربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، على هذا فإن فقدان اللغة يعتبر فقدان نسيج من أنسجة الهوية، فلا هوية بدون اللغة.
3- التاريخ الوطني
تقول د.ثناء هاشم “إذا كانت اللغة هي روح الأمة وحياتها ، فإن التاريخ هو بمثابة وعي الأمة وشعورها” لأن التاريخ يعتبر شق وكماله اللغة فهما بعدان من الهوية الثقافية، فطمس التاريخ أو تشويهه يسبب طمس الهوية وتهميشها.
4- التربية الأخلاقية
التربية الأخلاقية هي العنصر النهائي المتمثل في المعتقدات الراسخة والقيم المجتمعية التي تعمل كمعيار أساسي يحكم سلوك الفرد داخل الإطار المخصص له.
إذ يحتم عليه السير على نهج خاص يحدد تعاملات الفرد تجاه من حوله وتجاه نفسه، على هذا فإن التربية الأخلاقية تعتبر من أهم مقومات الهوية الثقافية.
العلاقة بين الهوية الثقافية والموروث الثقافي
الهوية الثقافية من مصدر ما تقول أنها كيان خاضع لسيرورة متحركة في جميع الإتجاهات، وذلك لكسب روابط وعلاقات جديدة تغنيها عن التقوقع وملازمة ثقافتها المحلية.
يتمثل الموروث الثقافي في زخر الوجود الإنساني من هويات وثقافات وينبع هذا من تعدد آخر يتكون من خلال تعدد آخر حاصل على مستوى الرؤية الفلسفية للعالم ومنه تتكون الهوية الثقافية.
على هذا فإن الموروث الثقافي يعتبر بمثابة المدخرات الخاصة بالهوية إذ تتشكل من خلاله.
تعرف على: بحث عن العمل عن بعد مع توضيح ايجابياته وسلبياته PDF
تعزيز الهوية الثقافية
تقدم الآن الشعوب الأجنبية سير من المواد الثقافية التي ستؤثر بلا شك على الثقافة العربية والموروث الثقافي الخاص بها؛
لذا لا بد من أن تكون المواجهة على نفس المستوى الذي يُطرح لنا من خلال الثقافات الأجنبية، وذلك حتى لا يختل التوازن وتحقق الخطورة المقلقة التي تكمن بين مجتمعاتنا العربية والثقافات الأجنبية، ويساعد ذلك في تعزيز الهوية الثقافية والمحافظة عليها.
على هذا فإن هناك العديد من التحديات التي يمكن أن تواجه الدول العربية في رحلة الحفاظ على الهوية الثقافية، ومن الجدير ذكره أن الدول التي تحافظ عن هويتها لا تموت، وإن ماتت فأثرها باقٍ.
هذا ما يمكننا الوصول بها من خلال الاستناد على الفكر الجماعي والتراكم الثقافي العربي الذي يسعى بنا نحو ما نريد تعزيز الثقافة العربية.
تحميل ملف تعريف الهوية الثقافية pdf
لا يقتصر تعريف الهوية الثقافية على مجموعة من الكلمات التي توضع في نظم مناسب فحسب، وإنما هي واحدة من أهم القيم التي ترتبط بوطنك ومن خلال تغيير هذا الفكر يسعى الإنسان تلقائيًا إلى تغيير الفكر السائد وهو عدم الاعتماد على الثقافة الخارجية.