الأنمي عبارة عن الرسوم المتحركة باللغة اليابانية، وهو اختصار لمصطلح الأنميشن في اللغة الإنجليزية أي الرسوم الكرتونية، لذا يتساءل كثير من الناس عن حكم رسمها، لاسيما كونها تجسد ذوات الروح غالبًا.
حكم رسم الانمي ؟
أجمع جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز رسم وتصوير ذوات الأرواح، وذلك في المطلق سواء كان على القماش، الورق أو حتى قد تم نحته، ويشمل ذلك ما كان حقيقيًا أو خياليًا.
تروي أم المؤمنين عائشة عن رسول الله قائلة
” قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَّرْتُ علَى بَابِي دُرْنُوكًا فيه الخَيْلُ ذَوَاتُ الأجْنِحَةِ، فأمَرَنِي فَنَزَعْتُهُ. الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2107 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
حيث أن الدُّرْنوك هو أحد أنواع الستائر، فيدل الحديث الشريف على عدم جواز تصوير ذوات الأرواح، حتى وإن كانوا خياليين، حيث أن الخيل ذوي الأجنة خرافة وخيال.
يقول الأستاذ محمد بن أحمد علي واصل: أن حكم صناعة أفلام الكرتون لا يختلف عن حكم صناعة الصور المنقوشة باليد، وذلك في حين كانت لذوات الأرواح.
كان دليله على ذلك هو كافة الأحاديث التي تمنع تصوير ذوات الأرواح، خصوصًا وأنه لا يوجد حكم أو ضرورة يؤول إلى إباحة هذا المنع أو الحذر.
على الرغم من ذلك.. فإن بعض العلماء قد استثنوا من هذا الحكم الألعاب والأفلام الكرتونية” الأنمي” شريطة أن تحصل منها المصلحة العامة، بأن تكون داعية للفضيلة، وتعليم الآداب الإسلامية.
أما رسم تلك الشخصيات دون مصلحة معتبرة شرعًا، فإنه غير جائز؛ لأن الأصل كونها محرمة.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز سب فرقة بتس BTS وشتمها ؟
ما هو حكم رسم الانمي عند ابن باز
فرق ابن باز في حكم الرسم بين أمرين: رسم ذوات الأرواح، ورسم ما لا روح فيه، وبيانه كالتالي:
1- رسم ذوات الأرواح
بينت السنة النبوية تحريم رسم ذوات الأرواح، وذلك بناءً على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلُّ مُصوِّرٍ في النَّارِ، يُجْعَلُ له بكلِّ صورةٍ صوَّرها نفسٌ فتُعذِّبُه في جهنَّمَ.” الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 4554 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- كما روي عن رسول الله أنه قال:
“إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المصَوِّرونَ.” الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: الألباني | المصدر: غاية المرام الصفحة أو الرقم: 132 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
” عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لعنَ المصوِّرينَ وقال: من صوَّر صورةً كلِّفَ أن ينفُخَ فيها الرُّوحَ وليس بنافخٍ وقال: إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ الَّذين يضاهونَ بخلقِ اللهِ.” الراوي: – | المحدث: ابن تيمية | المصدر: مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم: 29/370 | خلاصة حكم المحدث: ثابت.
كافة تلك الأحاديث إنما تشير إلى حرمة الرسم والتصوير لذوات الأرواح.
يجب مراعاة أنه يستثني من ذلك رسم المجرمين، وذلك لما تدعوه الضرورة بغرض الإمساك بالمجرمين وأن ينالوا عقابهم، فالغرض هنا هو حفظ سلامة المسلمين، فيقول الله في سورة الأنعام في الآية رقم 119
“وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ“.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين
2- رسم ما لا روح فيه
- أشار ابن باز بأنه لا حرج في رسم الصور التي تخلو من ذوات الأرواح، وذلك كرسم المناظر الطبيعية كالبحر، الجبال والسهول، فلا حرج في ذلك، وقد أباحه أهل العلم.
ما هو حكم رسم الانمي عند ابن عثيمين
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، بأنه لا يجوز رسم الأنمي، وذلك لأنه يدخل تحت طائلة شبهة ذوات الأرواح، وموقف الدين من هذا الفعل معروف ومحدد.
- أوضح ابن عثيمين بأن كل من صنع شيئًا يشبه خلق الله عز وجل، فقد دخل في إطار الشبهة، لاسيما وأن رسول الله قد لعن المصورون، وأوضح أنهم من أشد الناس عذابًا يوم القيامة.
لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الترحم على أهل الكتاب
هل يجوز رسم الانمي بدون ملامح؟
كان وعيد الله وتحذير رسول الله حول المصورين للصور ذوات الأرواح، أما من يقوم برسم الصور الخالية من الملامح حتى ولو كانت لذوات الأرواح، مثل أن يرسم الوجه دون أنف وأعين، فلا يعد هذا الرسم من الرسم المصور، ولا يشتمل الوعيد عليهم.
- خصوصًا وأنه لا يوجد في الصورة أي مضاهاة لخلق الله عز وجل، لذا فإن من يرسم صورة توضح ذوات الأرواح إلا أنها غير كاملة الملامح، جائز لا حرج فيه.
- كما أنه طالما تخلوا الصورة من الملامح فلا حرج فيها، ولا إثم على صاحبها، كأن يقوم برسم رجل كامل الهيئة من الخلف، ففي هذه الحالة لا تظهر أي ملامح لذي الروح، فلا إثم عليه.
الرسم والتصوير في الشريعة الإسلامية من المسائل التي اختلف فيها العلماء، وذلك لاشتمالهما على شبهة التشبه بخلق الله عز وجل، إلا أنه يستثنى من الحكم أمورًا معينة.
