إن الصداقة هي أسمى ما يكتسبه الفرد عبر رحلته الدنيوية، فالصديق الحق يكون خير معين لصديقه خاصةً في أوقات الشدائد وهو ما حثنا عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم؛ للوصول إلى أفضل منزلة عند الله عز وجل.
خطبة محفلية عن الصداقة وأهميتها
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي هو أهل للحمد والصلاة والسلام.
الحمد الله الذي خلق جميع الناس وجعلهم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، فالحمد لله رب العالمين الذي منَّ علينا بنعمة الصدق، وجعل لنا أخلاء يحملون نفس طباعنا، يشاركونا أفراحنا وأحزاننا يكونوا خير عون وونس لنا.
فالصاحب الوفي هو الذي يأخذ بيد صديقه إلى الجنة ولا يلقي به إلى التهلكة، فهو الذي يعينه على طاعة الله.
ذلك وفقًا لما رواه أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“ثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه ، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ، ونافخُ الكيرِ إما أن يحرِقَ ثيابَك ، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً”. الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 2368 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وعليه.. أحث نفسي وإياكم عن حسن اختيار الصديق التقي الصالح والابتعاد عن الصاحب المؤذي، وختام قولي بالصلاة والسلام على سيدي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصداقة هبة من المولى
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى:
” (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). [ سورة الحجرات: 13]
فالصداقة من أسمى العلاقات التي تجعل الحياة هانئة سعيدة، ولكن يجب اختيار الصديق على أسس معينة أهمها: أن يكون صالحًا، أن يملك أخلاقًا حسنة، التعامل الحسن الطيب بينهما، ووجود تكافؤ، وتقارب الميول.
حرص كل منهم على تقديم أفضل ما لديه للآخر، كما يجب أن يتصف الصديق بالتفكير السليم والحكمة، وأن يكون متماثل مع صديقه في الوضع الاجتماعي والجانب الثقافي، إلى جانب الإخلاص وتقديم الدعم له وقت الحاجة.
كما حذرنا الله تعالى من أصدقاء السوء استنادًا لقوله تعالى:
“وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا*يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا”.[ سورة الفرقان: 27]
لا يفوتك أيضًا: نص خطبة محفلية عن الزواج قصيرة PDF
خطبة محفلية عن الصداقة طريق إلى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوتي الأحباء أحدثكم اليوم عن إحدى العلاقات التي لا غنى عنها في حياتنا وهي علاقة الصداقة، فما أجمل الحياة مع الأصدقاء الذي يضيفون لها مذاقًا طيبًا، وما أصعب الحياة بدون أصدقاء.
لكن لا بُد من اختيار الصديق الصالح كما حثنا نبينا ورسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم :
“المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”. الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع فتاوى ابن باز | الصفحة أو الرقم : 306/6 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وأحمد (8398) واللفظ له.
وهو ما يوحي بضرورة اختيار الصديق الصالح لأنه يؤثر على سلوك صديقه سواء بالسلب أو بالإيجاب، والصديق الصالح هو الذي إذا جلس في مجلس لا يذكر صديقه إلا بمحاسنه وأخلاقه العالية.
قد قال الله على لسان رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم:
“من بين السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله هما رجلان تحاّبا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه”. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 7338 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
وعليه فليس كل إنسان يصلح كصديق وفي، لذلك لا بُد من حسن اختيار الصديق؛ لأنه مرآة لصاحبه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الصحبة الطيبة، وأن يحفظنا وذرياتنا من صحبة الأشرار.
يا الله اجمعنا بمن نحب في جنات النعيم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم من كل ذنب فاستغفروه فهو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يفوتك أيضًا: خطبة محفلية عن بر الوالدين قصيرة PDF
حقوق وواجبات الصديق لصديقه
- المشاركة في الأفراح والأحزان: تكمن أفعال الصديق الحقيقي في المشاركة في العسر قبل اليسر، فيفرح لفرح صديقه ويحزن لحزنه، يكون إلى جانبه يؤازره ولا يتركه خاصةً في الأوقات التي يحتاجه فيها.
- الإرشاد عند رؤية الأفعال الخاطئة: إن دور الصديق لا يقتصر على المؤازرة والوقوف إلى جانب صديقه فقط بل يجب أن يوجه له النصح والإرشاد وأحيانًا الليوم إن كان الأمر يستوجب ذلك، وهذا في حالة رؤية الأفعال الخاطئة التي يجب الإقلاع عنها لعواقبها الوخيمة.
- تقديم الدعم ورفع المعنويات: إذا قرر الصديق أن يبلغ هدف معين، فعلى صديقه أن يساعده ويشجعه لكي يصل إلى ما يصبو إليه ولا يتخلى عن ذلك أبدًا.
- المسامحة والعفو عند المقدرة: أن يكون لينًأ في التعامل لا يضيق على صاحبه، كما أنه يجب أن يعذره في حالة غضبه ولا يقابل الإساءة بمثلها.
- المساعدات المالية: أن يقدم له المساعدات المالية إلى استدعى الأمر ذلك، فإن هذا الوقت كفيل بأن يظهر معدن الصديق الحقيقي.
- حسن الإنصات إلى الأحاديث: يعتبر من الآداب العامة أثناء الحديث، فلا بُد من عدم المقاطعة والسماع باهتمام ثم إبداء الرأي.
- الاحترام والود المتبادلان: إن العلاقات التي تبنى على الود والاحترام هي من أفضل العلاقات، كما أنها من العلاقات التي تدوم لفترة أطول عن العلاقات التي تتصف بالإهانة والتقليل من شأن الآخرين وهذا وفقًا للدراسات والإحصائيات.
- زيارته: إن احتاج ذلك خاصةً في أوقات مرضه.
- الأمانة والصدق: يحافظ الصدق والأمانة على قوة العلاقة بين الطرفين، كما أنها تخلق شعور الأمان وترسخه بينهما.
تحميل خطبة محفلية عن الصداقة PDF
إن الصديق الحقيقي هو سند ونعمة منَّ الله بها على عباده، وعليه يجب أن نتمسك بالأصدقاء الأوفياء ولا نتخلى عنهم حتى في أحلك المواقف.