حين أداء العبد مناسك الحج أو العمرة يكون قلبه حاضرًا، مستشعرًا عظمة الله عز وجل، زاهدًا عن الدنيا بأسرها، لذا يكون الدعاء حينها مُستجابًا، فكان هذا مقابلًا لصدق العبد وإخلاصه في القول.. لذا يجب حرص المسلم على الاستزادة في الدعاء والتضرع إلى الله -عز وجل- بخيري الدنيا والآخرة.
دعاء الطواف في كل شوط للعمرة مكتوب
لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أدعية أو أذكار تُقال في الطواف، إلا ما ورد من قوله بين الركن اليماني والحجر الأسود، إذ ثبت عن النبي أنه كان يدعو عندهما ويقول:
اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ”. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4522 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- اللهم إني أتيت بابك، في أطهر بقعة من الأرض، أرجو مغفرتك وأخاف عذابك، اللهم اجعله حجًا مبرورًا، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر.
- لبيك اللهم لبيك، اللهم تغمدني برحمتك، وافتح لي أبواب مغفرتك، اللهم إني أسألك من فضلك الواسع.
- اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوب نادمة راجعة إليك.
- يا رب أسالك أن تغفر لي زلاتي وتجاوز عن سيئاتي، اللهم لا تؤاخذني بذنبي، ونقّنِي من خطاياي بالماء والثلج والبرد.
- اللهم ارزقني توفيقًا، وإخلاصًا في القول والعمل.
- رب هب لي من واسع فضلك ما تقر به عيني، وجبر كسر فؤادي إنك أعلم بما في قلبي.
- اللهم خفف عني ثقل ذنوبي، وافتح لي أبواب الخير، وارزقني التوفيق إلى كل خير، واجعل أثرًا طيبًا بعد موتي.
لا يفوتك ايضًا: دعاء للمريض بالشفاء العاجل
دعاء الطواف في كل شوط للعمرة كامل
اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، والعمل الصالح النافع في الدنيا والآخرة، اللهم قربني من كل ما يرضيك، واصرفني عن كل ما لا تحب.
اللهم بك آمنا، ولك لبينا، وعليك توكلنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، اللهم لا تصرف قلوبنا عن طاعتك، ولا تجعل لنا همّا في ديننا.
يا رب أسألك أن تجب دعوتي وترحم عبدًا ضعيفًا أقبل على بابك، اللهم ارزقني الجنة، ولا تحرمني النظر لوجهك الكريم.
اللهم اشف قلوبنا من الأسقام، وأعمالنا من الرياء، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
يا رب أسألك أن تغفر للمسلمين والمسلمات، اللهم فك الدين عن المدينين، واشف صدور قوم مؤمنين، وفرج كرب المهمومين.
اللهم ارزقنا مجاراة الصالحين، وسخر لنا من يُعيننا على طاعتك.
اللهم أنت أعلم بقلوب منكسرة، وعيون دامعة، فاللهم فرج عني ما أنا فيه من كرب وهم، وأجبر كسر فؤادي من عظيم فضلك وكرمك.
اللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، اللهم اجعل القرآن لنا ربيعًا، اللهم علمنا بالقرآن، وفهمنا القرآن، واجعله لنا حجة يا رب العالمين.
يا رب اسألك بحق مسافات بعيدة قطعتها راجيًا بابك، أسألك أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأن تتم نعمك عليك وترزقني الجنة.
اللهم أنر قبري، ووسعه، واجعله روضة من رياض الجنة، وقني اللهم عذاب النار، وعذاب القبر.
لا يفوتك ايضًا: دعاء الحسد والعين مكتوب
أدعية تقال للسعي
اللَّهُمَّ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبي على دِينكَ.
يا رب كن لنا ولا تكن علينا واختم بالسعادة آجالنا، اللهم حقق بالزيادة أعمالنا وارزقنا العافية.
يا رب أسألك أن تجعل إلى رحمتك مصيرنا، وترزقنا عفوك، وتغفر لنا ذنوبنا، اللهم منَّ علينا بإصلاح عيوبنا، واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا، وعليك توكلنا واعتمادنا.
اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أعْلَمُ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرّ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ، وأسألُكَ الجَنَّةَ وَما قَرّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ.
اللهم إني أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.
اللهم اعصمنا بدينك وطواعيتك وطواعية رسولِك صلى الله عليه وسلم، وجنبنا حدودك، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا نُحِبُّكَ ونُحِبُّ مَلائِكَتَكَ وأنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، وَنُحِبُّ عِبادَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ يَسِّرْنا لليُسْرَى، وَجَنِّبْنا العُسْرَى، واغْفِرْ لَنا في الآخِرَةِ والأولى، وَاجْعَلْنا مِنْ أئمَّةِ المُتَّقِينَ.
دعاء الطواف من السنة النبوية كامل
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثير من السنن والأقوال التي يسن للعبد الاقتداء بها قبل الدُعاء.
1- أن يبدأ طوافه بالتكبير
فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام:
” طَافَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ”. الراوي: عبد الله بن عباس | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1612 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
فأول ما يبدأ به العبد قبل الدعاء هو التكبير، وتوجد كثير من الصيغ الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- للتكبير، يُجزئه قول أيًّا منها.
يقول العلماء أنه يُستحب له قول: ” بسم الله، والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم”.
2- الدعاء في السعي
فقد ثبت عن النبي أنه كان يقول حين السعي، والوقوف على الصفا والمروة:
” فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ…. } [البقرة: 158]،
أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به، فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ..” الراوي: جابر بن عبد الله | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1218 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
لا يفوتك ايضًا: دعاء للحجاج العائدين من بيت الله الحرام مكتوب
دعاء الطواف من القرآن الكريم مكتوب
إن أفضل صيغ للدعاء يمكن أن يستعين بها العبد هي الصيغ الواردة في كتاب الله، ولما كان الدعاء حال الإحرام بحج أو عمرة مستجابًا، حرى بالعبد أن يقول مثل تلك الصيغ.
” رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”
“اللهُمَّ إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم”
“رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
“حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ”
“رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ”
“رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”
“رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”
يُستحب للعبد أن دعاء الطواف في كل شوط للعمرة والحج، والإكثار من ذكر الله، من تكبير وحمد وتهليل، إذ لما كان الذكر والدعاء مستحبًا في كافة الأوقات، كان الحرص عليه في هذا الموقف أولى.