دعاء دخول المدينة المنورة كامل باعتبارها ثاني أقدس الأماكن الدينية عند المُسلمين بعد مكة، تم تسمية المدينة المنورة باسم طيبة الطيبة، وكانت هي أول عاصمة في تاريخ ديننا الإسلامي الحنيف، ولقد أعطاها المُسلمون مكانة عظيمة وذلك لأن الله تعالى جعل هجرة الرسول إليها دون غيرها من الأماكن، بالإضافة إلي احتوائها على العديد من الأماكن المُقدّسة.
دعاء دخول المدينة المنورة مكتوب
عُرفت المدينة المُنورة في فترة ما قبل الهجرة النبوية بحوالي أكثر من 1500 عام، كما كانت تُسمى يثرب وذلك قبل ظهور الإسلام، ولقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قول الله تعالى :
” وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا”. سورة الأحزاب – الآية 13
تُعد زيارة المدينة المُنورة وأداء العُمرة حلم لكُل مُسلم ومُسلمة في جميع أنحاء العالم، ويجب على المُسلم الحق ان يلتزم باتباع نهج الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- في سائر أعماله، ومن أجل ذلك يسعى المُسلمون عند ابتداء رحلتهم للمسجد النبوي الشريف إلي ترديد الأدعية الخاصة بالدخول للمدينة .
من الجدير بالذكر القول بعدم نص السُنة النبوية على أدعية يتوجب على المُسلم قولها عند دخوله للمدينة المُنورة، ولكن على الرغم من ذلك فقد ذكر العديد من العُلماء البعض من الأدعية التي يُمكن للمُسلم أن يدعو الله بها، وهي:
- يقول المُسلم فور دخوله : “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة نبيك صلى الله عليه وسلم ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول”.
- بالإضافة إلي: “اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر أهلها“.
- كذلك من أدعية الدخول للمدينة المُنورة: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اجعل لي في زيارة مسجد نبيك المصطفى وصلاتي فيه مغفرة لذنوبي، وفي دعائي في الروضة الشريفة استجابة لكل مطلب، وتفريجا لكل كرب وهم، وفي الصلاة على الرسول شفاعة يوم ألقاك”، بالإضافة إلي قول: “اللهم بارك في مدينة رسولك وأهلها، وارزقنا البركة، وآتنا فيها من الخير ما يغنينا ويكفينا ويغفر به ذنوبنا وتحط به عنا خطايانا، واكتب لنا زيارتها في كل عام، إنك على كل شيء قدير”.
لا يفوتك أيضًا: دعاء ختم القرآن الكريم مكتوب بخط كبير كامل
دعاء النبي للمدينة المُنورة
كانت المدينة المُنورة وقت أن دخلها النبي أرضًا موبوءة يسود فيها الحُمى، فعكف رسولنا الكريم على الدعاء لها، ويُمكننا الإشارة إلى أهم هذه الأدعية من خلال حديثنا عن دعاء دخول المدينة :
ورد عن الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- قوله: “إنِّي أُحَرِّمُ ما بيْنَ لابَتَيِ المَدِينَةِ أنْ يُقْطَعَ عِضاهُها، أوْ يُقْتَلَ صَيْدُها، وقالَ: المَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كانُوا يَعْلَمُونَ، لا يَدَعُها أحَدٌ رَغْبَةً عَنْها إلَّا أبْدَلَ اللَّهُ فيها مَن هو خَيْرٌ منه، ولا يَثْبُتُ أحَدٌ علَى لَأْوائِها وجَهْدِها إلَّا كُنْتُ له شَفِيعًا، أوْ شَهِيدًا يَومَ القِيامَةِ”. الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 2448 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
بالإضافة إلي قوله: “اللَّهُمَّ اجْعَلْ بالمَدِينَةِ ضِعْفَيْ ما جَعَلْتَ بمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ”.
لا يفوتك أيضًا: دعاء الضيق والهم والحزن مكتوب للتخلص من الاكتئاب
فضائل المدينة المُنورة
استكمالًا لحديثنا حول دعاء دخول المدينة المنورة يجب العلم بوجود الكثير من الفضائل للمدينة المُنورة، والتي تم الإشارة إليها في أحاديث لا حدّ لها، حيثُ ذُكرت احاديث في تسميتها وفي تحريمها، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى قال العُلماء في العديد من الكُتب عن هذه الفضائل:
- قام الله سبحانه وتعالى يجعلها حرمًا آمنًا.
- بالإضافة إلي تميُزها بطابع إسلامي مُتميز، باعتبارها تضُم العديد من المعالم التي يقوم المُسلمون بزيارتها.
- يُعد المسجد النبوي الموجود بها واحد من المساجد التي تشُد الرحال إلها، وفقًا لقول الرسول –صلّى الله عليه وسلّم-: ” لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى”.
من أهم الأحاديث التي أفصحت لنا عن فضائل المدينة المُشرفة ما يلي:
ذُكر قوله: “أنَّ إبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ودَعا لَها، وحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كما حَرَّمَ إبْراهِيمُ مَكَّةَ، ودَعَوْتُ لها في مُدِّها وصاعِها مِثْلَ ما دَعا إبْراهِيمُ عليه السَّلامُ لِمَكَّةَ”.
كذلك قوله: ” المَدِينَةُ حَرَمٌ ما بيْنَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ، فمَن أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعليه لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللهُ منه يَومَ القِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا”.
بالإضافة إلي قوله –صلّى الله عليه وسلًم-: “تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ، وتُفْتَحُ الشَّأْمُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِيهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ، وتُفْتَحُ العِرَاقُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِيهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ”.
لا يفوتك أيضًا: دعاء النجاح والتوفيق في الامتحانات مكتوب مجرب
آداب الخروج من المدينة المُنورة
بعد أن قُمنا بالإشارة إلي أفضل الأدعية التي يتسنى للمُسلم قولها عند الدخول، بالإضافة إلي ذكرنا أهم الآداب التي يتوجب على كُل مُسلم الالتزام بها، يجدُر بنا من خلال حديثنا حول أدعية دخول المدينة المُنورة التطرُق إلي الحديث عن الآداب المُرتبطة بالخروج منها، وذلك على النحو التالي:
- يتوجب على المُسلم أداء ركعتين للوداع يستودع فيهم كُل أمانيه، ويدعو بأن يمن الله عليه بالعودة مرة أخرى إلي هذا المكان المُطهر، ومن ثَمّ يقوم بالتسليم على رسول الله وعلى أهل البيت الكرام وصحابته.
- من ثَمّ يقوم بالذهاب إلي منطقة الحضرة الشريفة ليتمكن من أداء ركعتين، وعند الانتهاء يجلس ويقول: ” اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك صلى الله عليه وسلم، ويسر لي العود إلى الحرمين سبيلاً سهلة بمنك وفضلك، وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة وردنا سالمين غانمين إلى أوطاننا آمنين، ثم يقول غير مودع يا رسول الله”.
- بالإضافة إلي دعائه الله تعالى أن يتقبل صيامه وصلاته وصالح الأعمال، وكذلك تقبُله الزيارة للمدينة المُنورة، كما يقوم بالدعاء بأن يرزقه الله من واسع رحمته ولُطفه، فإنه السميع العليم الحي القيوم والقادر على كل شيء.
في خِتَام حديثنا حول دعاء دخول المدينة المُنورة مكتوب يقتضي بنا العلم بأهمية استحضار اسم الله عزّ وجل في جميع المُناسبات والظروف حتى يتمكن المُسلم من نيل رضا الله تعالى والتقرُب منه.
