مؤخرًا تنوعت قضايا العصيان المرتكبة من قبل ولدان وزاد عددها بشكل مبالغ فيها، وتتراوح القضايا بين أنواع مختلفة من السب والقذف والتي قد تصل إلى الطرد من المنزل والاعتداء الجسدي، وتعد ظاهرة قضايا العصيان أحد المواضيع المطروحة على الساحة السعودية بكثرة والمثارة في الفترة الأخيرة.

طرق التصرف مع قضية عقوق كيدية

الدعوى الكيدية للعقوق أخذت أسمها عن الدعوى الكيدية في القانون، ومنذ فترة ليست ببعيدة ارتفع عدد قضايا العصيان إلى 208 قضية في مختلف المحاكم الجزئية وهيئات القضاء العام، وهو ما يمثل زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت عدد قضاياه 199 حالة.

استقبلت المحاكم القضايا على إثر بلاغات وصحائف مرفوعة من قبل الآباء تجاه أبنائهم، وإليكم بعض أعداد الحالات.

لا يفوتك أيضًا: شروط الشاهد في النظام السعودي

حالات قضية العقود الكيدية

في الأحوال العادية ينظر القاضي في الصحيفة المرفوعة ويقرر بما يتبين له من الأحكام التي يوقعها على الابن العاص فيرده إلى أهله، وقد تصل العقوبة إلى إجراءات قاسية وعقوبات جسدية.

عندما يكون الموقع عليه قاصرًا فلا يتخذ القاضي في العادة أصعب إجراء معه، ويختار العقوبة المناسبة التي لا تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان.

يعمل القاضي بشكل عام على إصلاح الأبناء وتوجيههم بالعقاب وليس إلحاق ضرر مساو لما ألحقوه بآبائهم، حيث أن انفصال الوالدين هو أحد أهم أسباب قضايا العقوق في السعودية، وهي شكل من عقوق الأبناء الذي يترتب عليه عقوق مضاد من جانبهم وهم في سن النشء.

لدى انفصال الوالدين يتخذ الأبناء أحد الجانبين، فيتعلقون إما بالأم أو الأب، فيما يتجه الطرف الذي خسر أبنائه إلى المعاندة ورفع قضايا بتهمة العقوق كورقة يضغط بها على الطرف الآخر.

البلاغات الكيدية الكاذبة

يمكننا وصف البلاغات الكيدية بأنها دعوى مخادعة تسعى للنيل من أحد أطراف الأسرة بطرق ملتوية، فيقوم رافع الدعوى بدافع الكراهية بكتابة صحيفة دعوى تعطل الطرف الثاني عن مصالحه.

على إثر زيادة عدد الدعاوى القضائية في الفترة الأخيرة نستطيع التماس ميول أكثر غزارة للانتقام واستخدام الأساليب الملتوية، وهذا السلوك الملتوي الذي علته المشكلات الأسرية الصرفة ينتقل من طوره الاجتماعي إلى القانوني عند تقديم الدعوى.

عندما تعاد قولبة الخلافات الاجتماعية في سياقها القانوني فإن العلاقة الأسرية تتأثر وتضطرب بصورة لا رجعة فيها مما يزيد من حدة الخلافات في الوقت الراهن وتمد في أثرها على المدى البعيد.

جواز إيقاف الابن العاق في القانون

حسب القرار الوزاري ذي الرقم /15/ وتاريخ 9/7/1428 هـ فإن عقوق الوالدين يندرج ضمن مسببات الإيقاف المعترف بها من جانب النيابة العامة، كما نصت المادة 112 من نظام الإجراءات الجزائية على الجرائم المستحقة للتوقيف.

الجرائم الموجبة للتوقيف حسب القانون السعودي هي: جرائم الحدود التي تستوجب الاقتصاص، جرائم القتل شبه العمد، والأشكال المختلفة من السلوكيات المخلة بالأمن الوطني.

كذلك فحسب النيابة العامة السعودية يوقف أي مرتكب لمسمى جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن ثلاثة سنوات فما فوق، وأي تهمة اختلاس لأموال المؤسسات أو المرافق العامة، وأخيرًا، أي قضية احتيال تتضمن مبلغ يربو على 20 ألف ريال.

لا يفوتك أيضًا: استعلامات عن قضية النفاذ الوطني برقم الهوية 1446

عقوبة العقوق في السعودية

العقوبة الموقعة على الابن العاق غير محددة وغير محدودة بقانون معين، وإنما متروكة لتقدير القاضي الكامل، فيمكن للاجتهاد الشخصي أن يفضي إلى السجن من شهر إلى ستة أشهر؛ بشرط الخروج متى عفا واليه عنه.

في عام 1436 هـ أصدر تعميم على جميع المحاكم بتنفيذ شكل جديد من العقوبات عوضًا عن السجن، وهي التشغيل في أدوار المسنين ومغاسل الموتى وحفر القبور ومختلف مراكز التأهيل، حيث يقوم مركز أبحاث مكافحة الجرائم بوزارة الداخلية بتوجيه الأسماء التي ترده من الهيئة القضائية إلى الوظائف المتاحة.

طريقة رفع دعوى عقوق إلكترونيًا

لدى بحثك عن كيفية التصرف مع قضية عقوق كيدية في السعودية يجب الإشارة إلى أن رفع صحيفة دعوى عقوق الوالدين أمر متاح عبر بوابة ناجز التابعة لوزارة العدل، وذلك عبر الخطوات التالية:

• اذهب إلى قسم صحيفة الدعوى من moj.gov.sa.

اضغط على “الدخول على الخدمة” حتى يتسنى لك التسجيل عبر بوابة النفاذ الموحد.

1. اضغط على أيقونة “تقديم طلب جديد”.
2. يطلب منك الموقع كتابة التصنيف الرئيسي والفرعي للدعوى مع ذكر نوعها.
3. اضغط على “التالي” واختر “إضافة أطراف الدعوى”.
4. حدد الطريقة التي ستدخل بها بيانات الطرف؛ سواء عبر كتابة بيانات الوكيل أو الإدخال اليدوي لبيانات الطرف.
5. أدخل تفاصيل الدعوة وأرفق المستندات المطلوبة.
6. تظهر لك الصورة النهائية لصحيفة الدعوى وينتظر التواصل القانوني مع الأطراف المذكورين.

طرد الابن من البيت في القانون السعودي

عندما يرى الأب أو الأم أن أحد الأبناء أتى شيئًا لا يحل له فإنهم يعمدون إلى معاقبته على سلوكه، ويكون العقاب من ناحيتهم شديدًا حتى أنه يصل للضرب أو الطرد من البيت، وفي هذه الحالة وحسب القانون السعودي فإن الأب يمتلك الحق في رفع الدعوى على الابن في حالة عدم انصياعه لعقابه.

بموجب هذه الصلاحيات فإن القانون السعودي يمنح الحق للأب في طرد ابنه الذكر من البيت عندما يقترن بقاءه فيه بتشكيل خطورة على الأسرة سواء بفعل أو قول خطير محتمل، ويشترط في ذلك أن يكون الابن بالغ، بحيث يتفق فقهاء الدين على جواز عدم إنفاق الأب عليه.

في الأخير يقدر الحكم القضائي – متى رفعت هذه المسألة للمحكمة –  مدى حكمة سلوك الأب، حيث في الكثير من الأحوال يحسن الترفق بالابن وإتاحة له الفرص لاستدراك أخطائه وتوجيه النصح والإرشاد له.

في كل الأحوال فإن الحل الثاني وهو الترفق وبذل الفرص الثانية هو الخيار الأحكام والأسلم، ولكن لا ملامة على الوالدين إذا أصروا على توجيه المسألة إلى منحى قانوني، ويفضل لو أنهم رفعوا الشكوى بنية تخويف الابن، وهذه إحدى سبل كيفية التصرف مع قضية عقوق كيدية في السعودية.

لا يفوتك أيضًا: 3 شروط المطالبة بالتعويض عن أضرار التقاضي في السعودية

إمكانية سجن الابن تبعًا للقانون السعودي

السؤال عن إمكانية سجن الابن على إثر شكوى مصدرة من الوالدين يجب أن يقترن بإتيان أحد الأفعال المخلة للشرف أو المعادية لحقوق الغير .

ويجري الاحتكام إلى بلاغات الوالدين كونهم يمتلكون صلاحية رحبة بموجب القانون السعودي في إثبات التهمة أو حتى إقامتها كلها.

يكون ذلك عندما لا تكون هناك تهم مرفوعة بالأصل ضد الابن من جهات خارجية، أي أنه يكون أجرم بدون دليل ولكن الأب أو الأم يشهدون عليه ويوجهون له تهمة واضحة بكذا وكذا، سواء كان ذلك الاتهام أتيّا من شك أو بينة حقيقية فإن القاضي سيكفل لهم التحقيق في أحوال الابن.

يتولى القاضي تقييم المسألة وإصدار القرار المناسب حسبًا للمعطيات، إذا كان أحد الوالدين مغتاظًا أو كسيرًا وطلب سجن الابن عقابًا له فهذا غير جائز بحال؛ الإجراء المتخذ تجاه المتهم يرجع إلى القاضي في جميع الأحوال.

عبر التعرض لكيفية التصرف مع قضية عقوق كيدية في السعودية ينكشف لنا جانب مهم من القانون السعودي الذي يحمي الآباء ويوقر دورهم في المجتمع من ناحية تربوية ودينية.