الحضارة الفرعونية هي أم الحضارات ولا تخلو أبدًا من كل ما هو مذهل وعبقري، لدرجة تجعلك تندهش من كم التفاصيل التي راعاها الفراعنة أثناء بنائهم وتشييد المنشآت المختلفة، ومن تلك المنشآت.. اهتم المصري القديم ببناء المقابر وتزيينها، لأن هذا أول ما سيراه الميت في العهد الجديد.
ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية
- اهتم المصري القديم ببناء المقابر خصوصًا الملكية منها وحفظها من السرقة والنهب، فكانوا يضعون كل ما يخص الملك من تماثيل وأدوات للتزيين والإكسسوارات، حتى أنهم يضعون الطعام للميت ليجد ما يأكله في العهد الجديد حسب اعتقاداتهم.
- كما أن مداخل المقابر عادة ما تكون مخفية حتى لا يعثر عليها السارقون، وما زلنا نكتشف الأسرار حول طريقة البناء المعقدة والغريبة التي خصصها المصري القديم في بناء المقابر.
- أكد العلماء على وجود مادة لزجة غريبة أمام أبواب المقابر، وحتى الآن تجرى الأبحاث حول تركيبة تلك المادة، ولكن أغلب التقديرات أنها مادة سحرية لحراسة المقبرة حسب اعتقاداتهم.
توجد عدة مراحل لفتح المقبرة الفرعونية، وطبقات مقابلة لها قبل الفتح: لذلك دعونا نتحدث عن ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية بالتحديد ؟
1- طبقة الصخور
حاول المصريين القدماء سد المنافذ المؤدية للمقبرة بشكل كامل؛ حتى لا يستطيع أحد معرفة مكانها، وحتى في حالة معرفة المكان لن يستطيع تنحية الصخور الضخمة أمام المقبرة.
2- الطبقة الخرسانية
استطاع المصري القديم صنع طبقة خرسانية وهي طبقة لامعة يتم وضعها على سقف المقبرة الفرعونية بهدف سد كل المنافذ المؤدية لها.
3- الطبقة الطينية
هي طبقة من الطين ناعمة تكونت بشكل طبيعي بسبب تعبئة الهواء في المقبرة.
4- الطبقة الرملية
هي الطبقة الأقرب للمقبرة، تتكون من طبقة ناعمة جدًا من الرمال، ويتم مزج الرمال فيها بالذهب أو الفضة، وتكون فوق سقف المقبرة مباشرة.
لا يفوتك أيضًا: أسئلة عن طقس القداس الإلهي مع الاجابات
شكل باب المقبرة الفرعونية
- اهتم المصري القديم بوضع النقوشات على باب المقبرة، وخاصّةً مقابر الملوك.
- تختلف أبواب المقابر الفرعونية وجودة النقوشات التي عليها باختلاف القيمة والمركز الاجتماعي للمتوفى.
- أبواب المقابر الملكية
- حرص المصري القديم على الاهتمام الشديد بالمقابر الملكية من حيث جمالية المقبرة ومكوناتها وطريقة بناءها، واهتم كثيرًا بطرق حراستها من السارقين والمخربين.
- رُصعت الأبواب بالأبانوس والذهب والفضة، كما تميزت أبواب المقابر الملكية بالنقوش الفاخرة التي تتحدث عن إنجازات الملك، وكانت تنقش بالذهب والفضة، وكان يتضمنها تحذيرات من اللعنة لكل من يقترب من المقبرة بهدف فتحها أو سرقتها.
- هذا ما يفسر وجود قدسية خاصة للملوك عند المصري القديم، كما يظهر اهتمام الفراعنة بالحياة الثانية واحترامهم لها.
- أبواب مقابر الطبقة المتوسطة
- هي الطبقة المكونة من الكتاب والمهندسين والنحاتين، وتحتوي على ألواح خشبية ملونة عليها بعض العظام أو أشياء من العاج.
- احترم المصري القديم الموت، وخصص له مقابر مهيبة حتى للطبقة المتوسطة من الشعب، وكان هناك ما يعرف بالمقابر العائلية، والتي يكون فيها الميت مع أسرته بأكملها (الأب والأم والأولاد).
- أبواب مقابر عامة الشعب
كانت مقابرهم عبارة عن مصاطب لا تحتوي على أبواب، ومن المعروف أن في طريقة التحنيط للمصري القديم يتم نزع أمعاؤه من جسمه ووضعها في قوارير بجانب جثة المتوفى.
كيفية فتح مقبرة فرعونية
- توجد مجموعة من الأدوات المعقدة والمختصة في فتح المقابر، من حيث عمليات الحفر بدون إحداث أي أضرار على محتويات المقبرة.
- كما يجب وجود معدات رفع المياه عند فتح باب المقبرة في حالة وجود تسريبات، فقد اعتاد المصري القديم على غمر الأجزاء المؤدية للمقبرة بالماء والطين، كما يجب وجود فريق متخصص في أعمال التنقيب بالليزر والأشعة لضمان خلو المكان من أي شيء حاد قد يؤذي العمال.
- تعمل فرق التنقيب على تنقية الهواء السام في المقبرة وبجوارها؛ حتى لا يدخل صدور العمال ويصيبهم بالأذى.
محاولات فتح المقابر الفرعونية بشكل سري
يسعى الكثير من السكان الموجودين في المناطق الأثرية مثل محافظة الأقصر في التنقيب عن الآثار تحت المنازل، وفتح المقابر المزعوم وجودها في أماكن يتم تحديدها من قبل مشعوذين.
ووجب التنويه أن بنسبة 100% من هذه المحاولات تبوء بالفشل، كما أنها تكون لعنة لصاحبها اللاهث وراء وهم الغنى والثراء الفاحش من خلال اكتشاف الآثار.
كما أن الدولة تضع قوانين صارمة لمعارضة هذه الظاهرة المنتشرة في ربوع مصر بالكامل؛ للقضاء على عمليات تخريب المنازل والأعمال غير المسؤولة التي يقوم بها المنقب عن الآثار في السر، والتي قد تصل إلى قتل شخص فداءً لحراس المقبرة كما يزعمون.
وفي حالة نجاح التنقيب السري فمن السهل جدًا حدوث كوارث للمنقبين قبل أن ينعموا بهذه الكنوز، أولها استنشاقهم الهواء السام منذ آلاف السنين، ووجود البكتيريا السامة في أرجاؤه.
بالإضافة إلى ذلك عدم وجود دراية وخبرة كافية لهم في التعامل مع مثل هذه المقتنيات الثمينة، وقد يؤدي ذلك إلى تخريبها.
أشهر عملية فتح مقبرة في التاريخ
تعد عملية فتح مقبرة توت عنخ آمون هي الأشهر في تاريخ الاكتشافات الفرعونية وذلك لعدة أسباب أهمها:
- أن المقبرة كانت على حالتها من وقت إغلاقها، ولم يطولها السارقين او المخربين ولم يعرفوا لها طريق.
- أن المقبرة هي للملك الشاب توت عنخ آمون، والذي يعتبر محط اهتمام بالغ لعلماء الآثار وللجميع؛ بسبب الغموض المحاط بالملك الشاب الذي توفي صغيرًا.
- احتوت المقبرة على ثروات وكنوز طائلة، وتعتبر المقبرة الوحيدة من بين المقابر المكتشفة التي وجدت بكامل محتوياتها ولم يسرقها اللصوص لا في العصور القديمة ولا الحديثة.
- ظل كارتر يصف كل ما وجده من مقتنيات داخل المقبرة لمدة عقد كامل من الزمان ووضعها في مجلد كبير، وانتقلت كل المقتنيات إلى المتحف المصري بالقاهرة.
- المدهش في المقبرة أنها لم تكن مخصصة لتوت عنخ آمون في الأساس إنما كانت لأحد أقاربه من العائلة الملكية، ويغلب القول إنه الوزير الكبير في السن وقتها ” آي ” لكن بسبب موت الملك المفاجئ في أحداث غامضة اضطرت العائلة الملكية لدفنه في تلك المقبرة.
- يظن كارتر أن المقبرة تم فتحها مرتين على الأقل بعد دفن الملك الشاب فيها، وتحديدًا في عصر آخر فراعنة الأسرة الثامنة عشر الملك حور محب.
- وذلك لما وجده من أختام على أبواب المقبرة كما وجد أن المقتنيات كانت موجودة بشكل غير منظم، يدل على محاولة للسرقة ثم إعادة قفل المقبرة مرة أخرى.
- تم العثور على 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الغرف المختلفة، والتي تعطينا صورة واضحة عن أسلوب العيش في تلك الفترة من الزمان كما تعطينا صورة واضحة لحياة الملك الشاب.
- فقد وجد هوارد كارتر ملابس توت عنخ آمون، وحلي ذهبية وأقمشة وعدد كبير من الجعران، وتماثيل، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخور، كما وجد قطع أثاث، وكراسي، ومصابيح بالزيت، وقطع للألعاب، ومخزونات غذاء، ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية، وعربات ومعدات حربية.
- بالطبع أهم ما وجده كارتر في المقبرة هو غرفة الكنوز كما أسماها.
إن التاريخ المصري يزخر بالكثير والكثير من المظاهر الحضارية الرائعة، والتي يقف أمامها الإنسان متعجبًا عن طريقة تشييدها، ولعل من بين هذه العجائب.. تلك المقابر الملكية المليئة بالكنوز.