تُعد قبيلة غجر البحر واحدة من أغرب القبائل التي تعيش على سواحل جنوب شرق آسيا؛ إذ اشتُهرت بتكيّفها على حياة البحر والمحيطات منذ أكثر من 1000 عام، لكن ما السر وراء ذلك؟ وأين تعيش تحديدًا؟ وكم يبلغ عدد أفرادها؟ هذا ما سنعرفه تفصيلًا عبر موقع قبيلة.
ما هي قبيلة غجر البحر؟
غجر البحر هي قبيلة إندونيسية اكتشفها العلماء حديثًا، وتُعرف باسم قبيلة “باجاو” أو “بدو البحر”، وتعيش في منطقة سواحل جنوب شرق آسيا، وتحديدًا في منطقة أرخبيل سولو في الفلبين، وأيضًا جزيرة بورنيو المقسمة سياسيًا بين إندونيسيا وماليزيا وبروناي ومجموعة من جزء مينداناو.
علمًا بأن القبيلة اكتُشفت وتم تسجيلها من قِبل المستكشف والرحالة الإيطالي “أنطونيو بيجافيتا” عام 1521م، وذكر في كتاباته أن شعب باجاو اشتهروا بالقرصنة وتجارة العبيد في فترة الاحتلال الأوروبي لآسيا بشكلٍ خاص.
يبلغ عدد القبيلة تقريبًا مليون شخص، وقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أنهم يتكيفون وراثيًا مع البقاء تحت الماء لفترات طويلة تصل إلى 8 ساعات يوميًا، مما يميزهم بقدرتهم على عيش الحياة البرمائية؛ حيث يسكنون في قوارب منزلية وأكواخ على ساحل البحر، ويقضون جزء كبير من حياتهم في البحر.
| أصل القبيلة | إندونيسيا. |
| مكان تواجد القبيلة | مناطق سواحل جنوب شرق آسيا. |
| اللغة الأم | الملايو. |
لماذا تعيش قبيلة غجر البحر تحت الماء؟
لقد اختلفت الأقوال حول سبب عيش قبيلة غجر البحر تحت الماء منذ 1000 عام؛ حيث قيل في رواية أنهم الشعب الذي مُنع من العيش على أراضي ماليزيا بعد هجرتهم من الفلبين، بينما قيل أيضًا أن رجلًا ضخمًا يدعي “باجاو” أمر شعبه “غجر البحر” باللحاق به خلال رحلاته البحرية.
وقد برر لهم ذلك بأن هناك خير وفير سيفيض من البحار، مما سيجعل عملية الصيد فرصة سهل استغلالها بالنسبة لهم، وعندما سمع سُكان المناطق القريبة بقصته خططوا لقتله بالسِهام، لكنه استطاع النجاة من الحادثة، ومنذ هذا الحين بقيت سيرته متداولة عبر الأجيال.
وفي رواية أخرى قِيل إن هذه القبيلة تنتمي إلى شعب كان يعيش على اليابسة في الماضي، ويحكمهم ملك ابتلع البحر ابنته في عاصفة شديدة، فأمر هذا الملك شعبه بالبحث عن ابنته، وهو ما جعلهم يرحلون إلى البحر في رحلة للبحث عنها، لكنهم خافوا من العودة إلى الملك عندما فشلوا في العثور عليها؛ لذا قرروا البقاء في البحر.
اطلع على: أول قبيلة استوطنت في الكويت؛ أول من سكن الكويت العوازم
ما السر وراء عيش قبيلة باجاو في البحار؟
كشفت بعض المصادر عن السر وراء قدرة أفراد قبيلة بدو البحر على الغوص تحت الماء دون استخدام المعدات اللازمة، واعتمادهم على الحياة البرمائية، وهو أنهم يمتلكون تركيب جيني مختلف عن بقية البشر.
وهو ما يُكسبهم مهارة غير عادية في الغوص لمسافة تصل إلى 20 متر باستخدام بضعة أوزان وزوج من النظارات الخشبية فقط، كما أنهم يمتلكون القدرة على الغوص تحت الماء لمدة 13 دقيقة دون أجهزة تنفس، وهناك يتعلم الأطفال منذ نعومة أظافرهم كيفية السباحة والغوص.
وقد أوضحت بعض الدراسات التي تم إجراؤها عليهم أن وجودهم باستمرار في بيئة البحار والمحيطات قد تسبب في تمزق طبلة الأذن؛ لذا يمتلكون قدرة أكبر على تحمل الضغط في أعماق المياه، حتى أنهم يُصابون من “دوار اليابسة” إذا بقوا على الأرض لفترة أطول من المعتاد.
إضافةً إلى ذلك ظهرت آثار أخرى للطفرة الجينية التي يمتلكونها، وهي كِبر حجم الطحال لديهم، وهو العضو الذي ينقبض عندما يُغمر الجسم في المياه، مما يؤدي إلى حقن خلايا الدم الحمراء التي وصل إليها الأكسجين في الدورة الدموية، والتي يُمكنها زيادة الأكسجين في الدم بنسبة 9% عن المعتاد.
مع العلم أنهم يعتمدون على حركة المد والجزر كمقياس للوقت بدلًا من الدقائق والساعات، لا سيّما أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة أيضًا، لذا فهم لا يعرفون لغة النقود، وإنما يعتمدون على الغوص والصيد ومقايضة الأسماك وأصداف اللؤلؤ باهظة الثمن بالسلع الزراعية مع أهل اليابسة، للاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
إنّ الحياة على اليابسة بالنسبة إلى قبيلة غجر البحر أصبحت شبه مستحيلة؛ حتى أن بعضهم قد استقر في قوارب صغيرة، ويقضون حياتهم بشكل طبيعي، معتمدين على الصيد لكسب الرزق والبقاء على قيد الحياة.
اطلع على: كل ما تود معرفته عن قبيلة المساليت في السودان وتشاد
