معلوم ان النظام والتخطيط المسبق لكافة الأمور مهما عظمت أو صغرت عامل من عوامل النجاح، وسبب كبير لعدم ضياع الأوقات، يتطلع إليه كل نبيهٍ وفطِن، ويواظب عليه كل شغُوف دؤوب يُحب النجاح ولا يقبل أبدًا الفشل، به تقدُم المجتمعات، ورُقي الشُعوب والحضارات.
مقدمة بحث عن التخطيط
التخطيط هو هدف نحو المستقبل، وتطلعات نحو التقدم، هو عبارة عن تحديد كافة الموارد والمواد اللازمة لوصول الشخص نحو هدف معين، يعني الإدارة والرئاسة لأمر من الأمور في سبيل إنجاز بعض المهام.
ما هو التخطيط؟
التخطيط هو واحد من أهم الخطوات والعمليات التي يتم القيام بها في سبيل إنجاز المشروعات والمهام المختلفة، يُعد حجر الأساس الذي يوصل إلى النجاح في أمر ما، ويصل من خلاله إلى تحديد كافة المهام اللازمة للقيام بأمر معين.
عرفه العلماء بالكثير من التعريفات منها: ” فنُّ التعامُل مع المُستقبل، وأنّه الوظيفة المُبكِّرة، أو نقطة البداية في أيّ عمليّة، وأنّه يتضمَّن تصميم الأهداف، وتقييمها، واختيار المُناسب منها، وتحديد كيفيّة بلوغها، من خلال برامج”
يقول جورج تيري في تعريفه للتخطيط بأنه: ” الاختيار المُرتبِط بالحقائق، ووَضع استخدام الفروض المُتعلِّقة بالمُستقبل، عند تصوُّر، وتكوين الأنشطة المُقترَحة التي يُعتقَد بضرورتها؛ لتحقيق النتائج المَنشودة.”
لا يفوتك أيضًا: بحث عن الصحة النفسية ومقوماتها واهميتها للفرد والمجتمع PDF
أهمية التخطيط في حياة الفرد والمجتمع
- يعمل على خلق جيل فاهم واع، منظم قادر على النجاح ولا يقبل الفشل، مما يزيد الإبداع والابتكار الذي ترقى به الأمم والمجتمعات.
- من أجل زيادة الإيمان، وعدم الشك: ذلك أن الإنسان كلما تغيرت الأحداث من حوله زاد شكّه وعدم تأكده من تحقيق الغايات والأهداف، ذا فإن التخطيط هو تنظيم وتوظيف وقيادة تبث في النفوس الإيمان والقدرة على النجاح.
- توفير الجهد والمال: ذلك أنه يعمل على تنظيم كافة الموارد البشرية والمالية وتوظيفها بشكل صحيح دون إهدار أو إسراف، بالتالي تقل التكاليف.
- يُحقق العمل المتكامل: لأنه يكشف عن الأجزاء المختلفة، ويحقق التكامل بين تلك الأجزاء داخل المؤسسة الواحدة، كما يحد من وجود أزمات وحوادث تعرقل تحقيق الأهداف، وتعترض عمل الإدارة.
- يساعد على التركيز على الأهداف والرغبات، والسعي وراء ما تتمنى لا للتقليد فحسب.
- يعمل على الالتزام: فإنه بالتخطيط ووضوح الأهداف المنشودة وراء هذا العمل، فإنه يجعل هؤلاء الأشخاص مجبورين دومًا على التفكير في الأهداف، مما يزيد من فرصة تحقيقها.
- التخلص من كافة المشاكل والعقبات، ويحقق الأهداف البعيدة يؤكد عليها.
- يُمكّن الشخص من مراقبة أفعاله وما إن كانت تتماشى مع الأهداف المخطط لها أم لا، بالتالي تمكنه من التعديل والتغيير بما يتماشى مع تلك الخطة الموصلة للأهداف.
- تقليل المخاطر: ذلك أنه بالتخطيط يتم حساب كافة الأمور صغيرها وكبيرها والأضرار المحتملة وبالتالي طرق تفاديها وعدم التعرض لها، وذلك يحقق النجاح المنشود.
- يُمكن من اتخاذ القرارات بشكل صائب ويحدد الأولويات.
- يُحقق الفهم والإدراك الكامل، ويعزز تنفيذ المهام المطلوبة.
أنواع التخطيط
1- التخطيط طويل المدى
هذا النوع يعني وضع الخطط على المدى البعيد، والتفكير في المستقبل، عادة ما تطبق الشركات هذا النوع من التخطيط على مدى 15 عام في المستقبل، وذلك من أجل ضمان نجاحها سيرها وفقًا للأهداف المنشودة.
كذلك فإن هذا النوع من التخطيط يمكن الشركات وقتًا كافيًا من أجل وضع الخطط في نصابها، إلا أنه يفضل مراجعة تلك الخطط بشكل دوري ومتكرر لتتلاءم مع التغيرات التي تحدث.
2- التخطيط قصير المدى
هو ما تقوم لبه الشركات في الغالب من وضع خطط لكنها تكون للمستقبل القريب، أي أنها تخطط لنحو عامين أو أقل، يشمل هذا التخطيط عادة كيفية تدريب عدد جديد من الموظفين، أو من أجل استخدام الموارد الحالية واستغلالها أتم استغلال، ونحوها من الأمور.
جدير بالذكر أن الشركات تفضل هاذ النوع من التخطيط وتتأثر به بشكل سريع.
3- التخطيط متوسط المدى
في الغالب يكون تخطيطًا لنحو 2 إلى 5 سنوات، تطبقه الشركات ويتضمن في الغالب التخطيط نحو استهلاك الموارد المتوفرة، وشراء مواد جديدة، وغيرها من الخطط التي توضع للشركات على مدى متوسط.
4- التخطيط الاستراتيجي
هو عبارة عن وضع العديد من الاستراتيجيات والعمل على تنفيذها وفق خطط مدروسة ومُمنهجة، تهدف إلى تحقيق غايات معينة، وتقييم كافة النتائج من أجل تحقيق أهداف بعيدة المدى.
5- التخطيط التكتيكي
يعمل هذا النوع على تقسيم الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى ويحولها إلى أجزاء صغيرة، لأنه هذا النوع يهتم بالوظائف الأقل حجمًا ويعمل على إنجاز تلك الوظائف والمسؤوليات.
6- خطط الطوارئ
الشخص الناجح هو من يضع خططًا بديلة، لأنه في كثير من الأحيان لا يمشي الأوامر وفقًا لما خٌطط له، فتوجد الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق الأهداف، لذا فإن هذا النوع من التخطيط مهم جدًا، كخطة (ب) من أجل تحقيق الأهداف في ظل ظروف وتغييرات معينة.
كذلك تستخدم تلك الخطط عند حدوث الكوارث أو الأزمات الكبيرة غير المخطط لها، والتي تضر بالمؤسسة بشكل كبير.
7- التخطيط النوعي
هو ذاك النوع من التخطيط الذي يأخذ كثير من الأمور بعين الاعتبار أثناء التخطيط لأمر ما، مثل الإمكانيات الاجتماعية، والطبيعية، والعمرانية وكذلك الإمكانات الاقتصادية.
8- التخطيط الشامل
هو الذي يركز في التخطيط على كافة العوامل، لا يهمل أحدها، ويحتوي كافة الأمور ويدقق التخطيط فيها، بما يتناسب مع تحقيق الأهداف المنشودة.
عناصر التخطيط الجيد
- التنبؤ: وهو عبارة عن توقع المستقبل، مما يعمل على تحديد المخاطر، ويمكن من تفاديها، ويؤدي إلى رفع الكفاءات.
- وضوح الأهداف: فإنه يوصل الأشخاص إلى الأهداف، ويضعها نصب العينين، إلا أنه لابد من مراعاة وضع الأهداف الواقعية والممكنة، فإن هذا من أهم الأمور.
- تطوير البرامج: هي عبارة عن الطريقة أو المسار الذي يتبعه الشخص من أجل الوصول إلى الأهداف، والذي يعمل على نجاح الفرد، ويساعد على الاستمرارية في السعي والعمل.
- الجدولة: من أهم عناصر التخطيط؛ لأنها تعمل على تحديد الأوقات اللازمة لتنفيذ المهام، فتجعل الشخص يسير وراء هدفه بدقة عالية، وجدولة كافة المواعيد والاجتماعات وغيرها من الأمور التي تتطلب جدولة.
- تحديد الإجراءات: من ضمن التخطيط الجيد هو وضع المبادئ والإجراءات المتبعة من أجل الوصول إلى هدف محدد، ويساعد هذا الأمر على تنفيذ المهام بشكل أفضل، وتحدد الخطوط العريضة اللازمة للعمل.
- وضع القواعد: واحدة من أهم العناصر من أجل تحقيق كافة المتطلبات، والالتزام باللوائح والقوانين التي تمكن من الوصول إلى الأهداف بنجاح كامل.
- الموازنة: هي الميزانيات اللازمة وكذا الموارد للخطة، غالبًا ما تكون الميزانية مالية، إلا أنها قد تشمل الأرقام كذلك، مثل عدد ساعات أو عدد أيام، ونحوها.
لا يفوتك أيضًا: بحث عن اللياقة البدنية وعناصرها مع المراجع PDF
شروط التخطيط الناجح
- صحة المعلومات والمصادر التي يحتاج إليها في التخطيط، وجمع المعلومات التي تعبر عن الواقع، إذ إن نجاح كافة الأهداف تتوقف على ذلك.
- تحديد الهدف ووضوحه، وكونه ممكن الحدوث، وتهيئة كافة الظروف التي تمكن من الوصول إلى تلك الأهداف.
- الواقعية في التخطيط، من حيث كون كل عنصر من عناصر التخطيط ممكن التنفيذ، وإتاحة الإمكانيات الخاصة به.
- اختيار موارد بشرية إدارية ذات كفاءة وخبرة، ذلك أنها من أهم العوامل التي تعمل على نجاح أي تخطيط، لأنه من ينفذ عملية التخطيط.
- التمتع بالبساطة، فإن الخطة الناجحة هي الخالية من التعقيد، بل يسهل فهمها، ويمكن تنفيذها.
- أن يلتزم كافة المنفذين لتلك الخطة بها كاملة، دون الحيد عنها خلال فترة التخطيط المحددة.
معوقات التخطيط
- عدم المرونة أثناء وضع الخطة.
- زيادة الميزانيات والتكاليف عن المخطط له.
- العجز عن الوصول إلى تنبؤات دقيقة تمكن من الوصول إلى الأهداف.
- مقاومة عملية التخطيط من قبل بعد الأفراد أو القيادات، وعدم الخضوع للتغيير والابتكار والتغيير.
- عدم التخطيط بشكل جيد، وعدم الالتزام بالخطة الموضوعة بشكل كامل.
- عدم التمكن من الحصول على المعلومات الموثوقة اللازمة للتخطيط بشكل كافٍ مما يعرقلها، ويحول دون نجاحها.
لا يفوتك أيضًا: بحث عن الحاسب الآلي وأنواعه جاهز للتحميل PDF
خاتمة بحث عن التخطيط
إن التخطيط هو أحد أساسيات العمل الناجح، ليس فقط في العمل، بل في كافة المجالات، إذا إنه يوضح الرؤيا كاملة والطريق الذي يصير عليه المرء من أجل التمكن من الوصول إلى أهداف معينة.
فضلًا عن كونه يتنبأ بالمخاطر والمعوقات التي تحول دون نجاح العمل، ويعمل على تفاديها ويضع لها مختلف الحلول.
تحميل بحث عن التخطيط PDF من هنا
الشخص الناجح هو الذي يخطط لحياته كلها وفقًا استراتيجيات مدروسة ورؤيا واضحة، لكن النجاح الحقيقي هو السير وفقًا للخطة دون الحيد عنها أو التقصير في تنفيذها.