إن واجبنا تجاه وطننا لا يقتضي محبته والدِفاع عنه فقط؛ بل علينا كمواطنين أن نعي واجباتنا جيدًا حتى نكون حريصين على أدائها، فهي مسؤولية قانونية مُلزمة في رقبة كُل منّا، كأنها أمانة نُسأل عنها جميعًا.
إن محبة الوطن هو أول ما يُزرع في قلب الإنسان مُنذ ولادته غريزيًا أو توجيهيًا، فيُتغنى به في الأدب والمحافل خلال إلقاء خطبة محفلية عن الوطن.
1- مقدمة خطبة محفلية عن الوطن
بِسم الله الرحمن الرحيم.. إن الحمد لله الأول والآخر نعبُده ولا نُشرك به، والسلام على الأمين المُصطفى خير الخلق أجمعين، السلام عليكم أيها الحضور الكِرام؛ إن جمعنا اليوم من أجل نشر فكرة الوطن وفضائله.. فاللهُم أمِر بصيرتنا ويسر أمرنا، وبعد؛ ..
2- عرض الخطبة
إن الوطن هو أثمن ما يملُكه المرء بعد دينه، فاللُغة والوطن والدين هُم هوية الإنسان، فل يتمكن من أن يفِر منهم مهما دار الزمن، فلا يوجد إنسان لا يعتز بالوطن الذي عاش في الصبى، ومهد الطفولة..
يحوي الوطن كافة ذكريات الإنسان مُنذ ولادته وحتى كهولته، فلا يرتضي بديلًا عن وطنه، فيستغني الإنسان عن كُل غالٍ وثمين في سبيلها،
فلا يوجد إنسان لا يُحب وطنه، وقد جُبلت معاني حُب الوطن في دُعاء سيدنا إبراهيم لبلده قائلًا: قال تعالى في كِتابه الكريم:
“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر” (سورة البقرة: 126)
فهُنا تتجلى مظاهر حُب الوطن واضحة، طالِبًا من الله أن يحفظ وطنه ويجعله آمنًا مليء بالخيرات والثمرات لأهله.. فارتباط الإنسان بالأرض التي عاش فيها أمرًا مُتأصلًا في نفسه وروحه..
فمهما أبعدته السنين والظروف عن وطنه؛ يظُل حبه راسخًا في النفس، فالغريزة التي جُبل الإنسان عليها تدعوه إلى الانتماء إلى كُل ما هو أصلٌ له، والوفاء له..
3- خاتمة خطبة محفلية عن الوطن
انظر إلى قول الله -تعالى-:
“إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ” (سورة القصص: 85)
فقد وعد نبيه الكريم أن يُرجعه إلى مكّة بعد أن اضطر للخروج منها حِفاظًا على قومه ودينه ونشر الدعوة الإسلامية.. فقد كان ينظُر إليها بحُزنٍ شديد محبةً وانتماءً
فهو القدوة الأولى والمنهج القويم الذي نتبع هديه وطريقه في محبة وطننا والحِفاظ عليه، والحمد لله ربِ العالمين وآخر دعوانا أن يحفظ الله لنا وطننا ويجعلنا سببًا في عزته وإعلاء شأنه بين الأمم.
لا يفوتك أيضًا: خطبة عن التكافل المجتمعي واجب الوقت
خطب محفلية عن الوطن قصيرة
- إن محبة الوطن أمرًا غريزيًا ينمو في قلب الإنسان ويزداد يومًا بعد يوم، فيتخلد ذِكراه في القلب أينما كان الإنسان.. فيكون واجبه حينها الدِفاع عن أرضه، والتضحية بكُل ثمين فداه.
- يبقا الوطن في الذهن والروح مهما غِبنا عنه، فهو الحاضر الذي يعيشه الإنسان، والشعور بالأمان، فالحمد لله أن رزقنا وطنًا آمنًا مُستقرًا فنُحافِظ عليه بكُل ما أعددنا من قوة.
- لا يُمكن أن يظهر حُب الوطن في الاختباء والانزواء بالنفس وتجنب الآخرين؛ بل بالتكاتُف والتعاون بين كافة الأفراد والفئات، ومُساندة بعضنا البعض في نشر الوعيّ وتثقيف الأبناء.
- لا يوجد وطنٌ لا تُحدق به الأخطار وتُحيطه من كُل جانب، وكذلك لا يُمكن أن يستمر الوطن قويًّا عاليًا فمن البديهي مروره بأوقات ضعف أحيانًا.. وهُنا يظهر دور المواطن في تحمله والدفاع عنه وإعلاء شأنه مرة أخرى.
- إن الوطن هو قطعة الأرض التي تُمثل هوية الإنسان والتي تكون جُزء منه، فمهما سافر وتغرب تبقى مُلاصقة له.. فيفخر بها ويعتز بأبنائها، فلا أعظم وأفضل من وطنٍ ننتمي إليه .!
عرض خطبة محفلية عن الوطن
- الوطن هو ذلك الحُب الذي يُغدقه العطاء فيستوطن في قلوبنا، فنُطالب بالحِفاظ عليه وحِمايته بقدر استطاعتنا، وكذلك مُساهمتنا في بناء وازدهار مُستقبله.. وذيوع اسمه بين العالم كأفضل الأوطان نشأة ومنشأ.
- إنا للوطن وهو لنّا.. فكُنا أطفالًا لا نفقه شيئًا نسير في أرضه، وتُظلنا سمائه فكان يحتوينا ويُحقق لنّا معاني الأمان، ثُم كبرنا ودرسنا وأصبح دورنا في ردّ حقه.. والذي مهما قدمنا لا يُمكننا الإيفاء به.
- مهما كثُر القول فلا يُمكنه أن يفي الوطن حُبًّا وفضلًا.. فعلينا أن نُطبق بأفعالنا أكثر من القول، فنجتهد ونُثابر مُخلصين له، مُقدمين له كُل السُبل التي تُعليه.
- علينا ألا نكون سلبيين؛ وأن يكُون لنا دورًا مُساهمًا في الوطن ولو بسيطًا، بأن نوعي غيرنا بأفضاله ومكانته العظيمة، وتجنب الانتهاكات بحقه وحق غيرنا من المواطنين.
- إن أول الحقوق تجاه الوطن المُلزمين بها، هي تأصيل القوانين في النفوس والتوعية بها واحترامها وتطبيقها.. فما دام الوطن يسير وفقًا لنظام خاص، فتأكد أن قادر على خلق مُجتمع مُتكافِل وآمن.
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن أمن الوطن وازدهاره متكامل
خطبة عن حب الوطن.. والتضحية من أجله
بسم الله الرحمن الرحيم.. نشهد ألا إله إلا الله ونشهد أن سيدنا مُحمد عبد الله ورسوله، الحمد لله الذي نستعيذ به من شر الأنفس والأعمال، وندعوه بهدايتنا من الضلال، وبعد؛..
البُعد عن الوطن غُربة، وشعور أنك مُضطر لفراقها لا يوجد أقسى منه، فعندما كان الرسول متوجهًا إلى المدينة، كان يدعوا الله بأن يهبه الطمأنينة والمحبة التي كان يشعر بها عندما كان في مكة،
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ). (الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5677 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (5677)، ومسلم (1376))
فالوطن هو السكينة والأنس والراحة والمحبة، فما دام أبناء الوطن يجمعهم الرِباط القوي.. يكونوا قادرين على إبراز محبتهم لوطنهم، روى ابن عباس عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما كان مُغادرًا مكة فقال:
(ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ). الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 5536 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | التخريج: أخرجه الترمذي (3629) واللفظ له، وابن حبان (3709)، والطبراني (10/329) (10633))
فتكون محبة الوطن واجبة وليس تفضلًّا منّا، فها هو من أعظم منّا لم يجد التاريخ مُحِبًا لأرضه أكثر منه فنقتضي به -صلى الله عليه وسلم- ونسير على خُطاه.
انُظر إلى فِعله عندما عاد إلى أرضه مرة أخرى لفتح مكة .! لم يؤذِ أهلها رغم ما فعلوه بها انتماءً لأهل وطنه الذي عاش معهم مُنذ صغره ومُراعاة لهم، فاللهُم ارزقنا حُب الوطن، واجمع بيننا فنكون أمة واحدة قوية..
لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير كيف نخدم الوطن كامل بالعناصر
خطبة محفلية عن دور المواطن تجاه الوطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اللُهم قِنا شر نفوسنا وارزقنا برك ومحبة رسولك.. أما بعد؛..
فبدايةً يظهر دورنا تجاه الوطن في كيفية تعامُلنا تجاه بعضنا البعض، فيلزم أن تكون العلاقة قائمة على التقدير والمحبة والتعاون والمُساعدة وتحقيق العدل والمُساواة والكف عن الظُلم ورد المظالم.. وغيرها من الحقوق،
ثُم يأتي دور مُنشآت الوطن الهامّة والمباني والطُرق العامة، فيكون علينا المُحافظة عليها والمُساهمة في نظافتها، وحمايتها من الأضرار والاعتداءات، وإعادة تأهيلها واتباع قواعد الطُرق واحترام قوانين المكان الذي نحيا فيه.
فيُشارك بعضنا في تنمية الوطن وتطويره وازدهاره ورِفعة شأنه بين الأمم، وذلك من خلال التعليم الجادّ والعمل الدؤوب في شتى المجالات، وحُسن التعامُل مع القضايا الاجتماعية “البطالة والفقر والنظافة والمساواة بين الجنسين والتصويت وحقوق الأطفال..”
فلا تقتصر حلول تلك القضايا على الحكومة والشخصيات السياسية وحدها؛ بل يجب على المواطن أن يكون له دور مُشارك في التوصل إلى حلول قويّة واقتراحها على المُتخصصين لدراستها..
فالمواطن الحقّ هو الذي يملك القيِّم والمبادئ التي تؤهله إلى المُشاركة في بناء الوطن، وعلينا جميعًا أن نسعى لِنكون تِلك الشخصية.. أعاننا الله على أنفسنا ووفقنا في توفير حقوق وطننا علينا.
تحميل خطبة محفلية عن الوطن PDF
إن الوطن هو الملاذ الأول للإنسان يولد فيه صغيرًا، ثُم ينمو ويترعرع تحت سمائه، فتُزرع محبته في قلبه دون إرادته.. فيُعبر عن ذلك بكافة السُبل المُتاحة قولًا وفِعلًا.