القرآن و الحديث

ما اسم الجبلين الذي تم ذكرهم في نفس الآية ؟

ما اسم الجبلين الذي تم ذكرهم في نفس الآية ؟ الصفا والمروة، الصفا والمروة هما الجبلين الذي تم ذكرهم في نفس الآية، تحديدًا في قوله تعالى:-

قال -تعالى-: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)

سورة البقرة – الآية 158

قصة اسم الجبلين الذي تم ذكرهم في نفس الآية

تدور قصة “الصفا والمروة” حول السيدة هاجر، زوجة النبي إبراهيم وأم الذبيح إسماعيل، ونضالها من أجل البقاء على قيد الحياة في صحراء مكة.

  • فيما كان النبي إبراهيم يرحل ويتركها ومعها طفلها الصغير إسماعيل، لم تكتف هاجر بالجلوس والانتظار، فقد صعدت إلى جبل الصفا مراراً وتكراراً، بحثاً عن منقذ لها ولابنها، فوجدت نفسها في دوامة من اليأس والأسى.
  • لكن ردّها القوي والجريء على إبراهيم عندما تساءلت عما إذا كان الله قد أمره بهذا الفعل، أشعل فيها نار الأمل والثقة في قدرة الله على إنقاذها وإنقاذ إبنها.
  • وبالرغم من العقبات التي واجهتها وانعدام الماء والزاد، إلا أن هاجر تحلّت بالشجاعة والإصرار وتمكنت من البقاء على قيد الحياة والبحث عن الماء والغذاء بكل قوتها وإصرارها.
  • بعد أن بلغت هاجر وإبنها إسماعيل منتهى الجوع والعطش، فبثّ الله في قلوبهم الرجاء، وأرسل إليهم جبريل عليه السلام، فضرب جناحه الرحيم الأرض فتدفقت عين زمزم بجانب الطفل الذي كاد يفنى.
  • هرولت هاجر نحوها بقوة وامتنان، لتسقي وتروي إبنها بلا كلل، ولتقول بنفسها: “زمّ الماء، زمّ الماء”، أي جرى الماء، وهكذا أطلق عليه الاسم الرنّان، ماء زمزم.
  • ولم يكن ذلك الموقف الذي مرت به هاجر ببساطة حادثة عابرة، فقد جعل الله تعالى هذه الرحلة العظيمة والكفاح الشديد لهاجر وإبنها إسماعيل بين جبلي الصفا والمروةركناً أساسياً في فريضة الحج التي تقام كل عام، وتعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة.

الصفا والمروة: المعنى لغةً واصطلاحًا

الصفا” هي أحد الأحجار النادرة التي تتميز بسطحها الملساء وعرضها الواسع، وتُستخدم في صناعة الأثاث الفاخر والديكور الفني.

  • وفي الدين الإسلامي، فإن “الصفا” هو موقع مرتفع في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة المشرفة، وقد جعله الله تعالى شعاراً من شعائر دينه ومناراً يضيء للمسلمين في كل مكان.
  • ومن الجميل أن نذكر أن “الصفا” يقع في أصل جبل أبي قيس، الذي يحتضن بين جنباته أحد أروع معالم العالم، الكعبة المشرفة، والتي يتوافد إليها المسلمون من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج والعمرة.

قال -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ)، وقال -عزّ وجلّ-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)

  • إضافةً إلى ما سبق ذكره أعلاه، دعونا نلقي نظرة مبتكرة على مكان مميز في مكة المكرمة، المروة.
  • المروة هي تلك الحجارة البيضاء الصلبة والبراقة التي تُشعل منها النار.
  • لكن ما يجعل المروة أكثر أهمية هو مكانها المرتفع في الجهة الشرقية الشمالية لبيت الله الحرام.
  • فقد جعلها الله -تعالى- من شعائر دينه ومن المناسك الضرورية لأداء فريضة الحج.
  • إن السعي بين الصفا والمروة هو عملية رمزية تذكر المسلمين بحب إبراهيم وإسماعيل وصبر هاجر، وهي جزء أساسي من الحج الذي لا يكتمل بدونه.

قال -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا)

قد يهمك أيضًا: دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول (ص)

مشروعية السعي بين الصفا والمروة

  • تعتبر رحلة السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الهامة في الحج، وتحمل في طياتها الكثير من الدروس والحكم الدينية والإنسانية.
  • فقد كانت سيدة النساء هاجر -رضي الله عنها- تسعى بين هذين المكانين الشهيرين سبع مرات بحثًا عن الماء، لتروي عطشها وعطش ابنها الصغير إسماعيل -عليه السلام-، وتجد في ذلك الفعل البسيط مصدراً للثقة والتفاؤل في الله -تعالى-.
  • إن هذه الرحلة تذكرنا بحاجتنا الدائمة لله -تعالى-، وبأننا بحاجته في كل لحظة وزمان، وأن لا يُضَيِّع من يطيعه ويدعوه.
  • كما تُعد رحلة السعي بين الصفا والمروة مصدر إلهام لنا للاقتداء بسيدة النساء هاجر -رضي الله عنها- ونموذجاً يحتذى في الطاعة والتفاني.

سنن السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة يعتبر من أهم الطقوس في الحج، ويشتمل على عدة أفعال مهمة تساعد الحاج في الاقتراب من الله -تعالى-.

فمن بين تلك الأفعال، المحافظة على الطهارة واستلام الحجر الأسود قبل بدء السعي.

وعند بدء السعي، ينبغي للحاج البدء من الصفا، تماماً كما بدأ الله -تعالى- في قوله:

“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ”

ويجب على الحاج قراءة هذه الآية والبدء بالسعي عند الصفا، ويُوصَى بأخذ الحجر الأسود والتوجه إلى الصعود إلى الصفا مع قوله:

“أبدأ بما بدأ الله -تعالى- به”.

ويجب على الحاج استقبال القبلة وتكرار الأدعية المأثورة ثلاث مرات عند الوقوف على الصفا والمروة.

ويجوز للحاج المشي على الرجلين بين الصفا والمروة فقط، ويجب عليه الرمل أو الهرولة بين العلمين الأخضرين، وذلك خاص بالرجال.

ولتعزيز الروحانية، ينبغي على الحاج قراءة الأذكار والأدعية الواردة في الكتاب الكريم والسنة النبوية أثناء السعي، كما يُندب له أن يصعد إلى الصفا والمروة ويكبر ويهلل ثلاث مرات مع قوله:

“الله أكبر على ما هدانا”.

قد يهمك أيضًا: كم أسبوع في السنة الهجرية وكم يوم في العام الهجري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button