من اول عالم اكتشف التوحد ؟ في قديم الزمان، على يد عبقري يدعى ليو كانر، ظهرت نجمة جديدة في سماء علم النفس. كان ليو كانر طبيب نفسي متميز يحمل الجنسية الأمريكية وأصول نمساوية، وكان يهتم بدراسة التوحد، هذه الظاهرة الغامضة التي تنير بذكائها وتحيط بأرواح أطفال يعانون من قدرات عقلية محدودة.
متى ظهر مرض التوحد ومن اول عالم اكتشف التوحد ؟
كان هدف ليو كانر يتمثل في تجاوز التشخيصات السابقة لهؤلاء الأطفال باعتبارهم مصابين بالتخلف العقلي، فقد رأى فيهم أكثر من ذلك.
عبر دراسته وبحثه المتأني، كشف ليو كانر عن جوانب مدهشة لسلوك هؤلاء الأطفال.
اكتشف أنهم يعيشون في عالم خاص بهم، ينغمسون فيه بشكل عميق ويبتعدون عن المحيط الخارجي. لا يتفاعلون كثيرًا مع الناس حولهم، ولا يشعرون بالراحة إلا عندما يكونون في وحدتهم.
أيضًا، يميلون إلى تكرار أنماط سلوكية، مثل ترتيب الأشياء بطريقة محددة أو تكرار حركات معينة مثل الهز ورفرفة الأيدي والدوران. بعضهم يمارسون سلوكيات غير اعتيادية ومثيرة للدهشة.
هكذا، افتتح ليو كانر أبوابًا جديدة من الفهم والتفسير لعالم التوحد. لم يقتصر اكتشافه على توضيح التشخيص الصحيح لهؤلاء الأطفال، بل تجاوز ذلك إلى فهم عميق لطبيعة سلوكهم وتحليل ما يدفعهم للتصرف بهذه الطريقة الفريدة.
إن تجربة ليو كانر تعد محطة مهمة في تاريخ البشرية، حيث ساهمت في توسيع آفاقنا وإلقاء الضوء على التنوع والتعددية في طبائعنا البشرية.
إنها قصة رحلة استكشافية مثيرة ومدهشة، تركت بصمة عميقة في علم النفس وأحدثت تغييرًا إيجابيًا في حياة الكثيرين.
قد يهمك أيضًا: هل يشير مصطلح المخلوقات القارتة إلى المخلوقات التي تتغذى على الحيوان
ما هو مرض التوحد ؟
التوحد، المعروف أيضًا باسم طيف التوحد، هو حالة تصنف ضمن اضطرابات التطور العصبي، حيث يعاني الأفراد المصابون من صعوبات متعددة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، إلى جانب تحديات في التطور العقلي والمهارات الحسية.
- في السابق، كانت الاعتقادات ترتبط التوحد بسوء معاملة الأطفال من قبل أفراد العائلة، ولكن عالمنا المبدع ليو كانر قد غير تلك النظرة تمامًا.
- من خلال بحوثه العميقة ودراساته المتواصلة، كشف لنا ليو كانر أنّ الأمر يتعلق بعوامل أكثر تعقيدًا.
- يعتقد ليو كانر أنّ هناك عوامل وراثية واضطرابات في الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور التوحد.
- هذه الاضطرابات تؤثر على القدرات العقلية والنمائية والاجتماعية والنفسية والحسية للأطفال المصابين.
- لذا، يُعتبر التوحد الآن اضطرابًا طيفيًا، حيث يتراوح من حالات شديدة إلى حالات خفيفة، وتختلف أعراضه وظهوره من طفل إلى آخر.
- لقد ألقى ليو كانر الضوء على أهمية التشخيص المبكر للتوحد، حيث تظهر عادةً علاماته في سن مبكرة بعد عام ونصف تقريبًا. وعلى الرغم من أن التوحد يشمل كلا الجنسين، إلا أنه ينتشر بنسبة أكبر في الذكور.
- إن الرحلة العلمية لليو كانر قد أثرت بشكل كبير على فهمنا للتوحد، وأعطتنا نظرة أعمق وأكثر تعقيدًا لهذا الاضطراب.
- إنها نقطة تحول هامة في تاريخ العلم، تساعدنا في تقدير وتفهم التنوع البشري في كل جوانبه.
ما هي أسباب التوحد ؟
العالم النمساوي ليو كانر، مؤسس مصطلح “التوحد الطفولي المبكر” في عام 1943م. خلال أبحاثه المتواصلة والمثيرة، قام كانر بتحطيم الافتراضات السائدة حول أسباب المرض وكشف حقائق مذهلة!
بدلًا من تلقينا فكرة نمطية بأنّ التوحد ينتج عن المعاملة السيئة للأطفال من قبل الوالدين، اكتشف كانر أنّ جذور هذا المرض تتأصل في اضطرابات دماغية وخلل في الجينات.
هذه الاضطرابات تؤثر على القدرات العقلية والنمائية والاجتماعية والنفسية والحسية للأطفال المصابين بالتوحد.
قد يهمك أيضًا: ما المهارات الثلاث الأكثر استخداما في العلوم
هل يمكن علاج التوحد ؟
- حتى الآن، لا يوجد حلاً يعالج اضطراب التوحد بشكل شامل وموحد. ومع ذلك، هناك العديد من الطرق والعلاجات التي يمكن استخدامها لزيادة قدرة الطفل على النمو واكتساب مهارات جديدة.
- تتضمن هذه العلاجات مجموعة من النهج المبنية على أساس الأبحاث والتجارب السابقة.
- أحد النهج هو تصحيح السلوك والتواصل، حيث يتم تعليم الأطفال التوحديين طرقًا فعالة للتعامل مع السلوكيات غير المناسبة وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي.
- تدريب المهارات هو نهج آخر يستخدم لدعم تطوير الطفل التوحدي. يتضمن هذا النهج تقديم تدريب مكثف لتحسين مهارات معينة مثل المهارات الاجتماعية والاتصالية والأكاديمية.
- بالإضافة إلى ذلك، يتم التركيز على تعلم تكوين الصداقات وتطوير مهارات قبول الآخرين والتفاعل الاجتماعي.
- تُستخدم أيضًا بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض المرتبطة بالتوحد ولتحسين جودة حياة الأطفال المصابين.
- باستخدام هذه الطرق والعلاجات المتعددة، يمكن تحسين حالة الطفل التوحدي وتعزيز قدراته ومستقبله.
التوحد والإبداع
- لقد ترك العالم والطبيب النمساوي ليو كانر أثرًا عميقًا في عالم الطب وعلم النفس، ولكن هل تعتقدون أنه كان الوحيد الذي اكتشف هذا الاضطراب الغامض ؟ انتظروا لحظة!
- في عام 1944، أجرى طبيب آخر دراسة عميقة، واكتشف شيئًا مذهلاً! اكتشف أن هناك فئة من الأطفال المصابين بالتوحد يتمتعون بذكاء فائق وقدرات استثنائية.
- بعضهم يتفوق في الرسم والإبداع، والبعض الآخر في الموسيقى، والبعض الثالث في الحسابات الرياضية والأرقام. أطلق على هؤلاء الأفراد اسم “متلازمة أسبرجر”.
- والمدهش هو أنه على الرغم من صعوبات التواصل والسلوكيات الشاذة التي يعانون منها، إلا أنهم لا يواجهون صعوبات في التعلم. إنهم يثبتون للعالم أن التوحد ليس مجرد اضطراب، بل هو طيف يحمل بداخله مواهب وقدرات استثنائية.
- وهناك أمر مهم يجب ألا ننساه. لا يعني اكتشاف ليو كانر للتوحد في العام 1943 أنه بداية ظهور هذا الاضطراب. بالتأكيد، كانت هناك حالات سابقة للتوحد لم يتم ذكرها في التاريخ، والتي قد تعود إلى فترات زمنية بعيدة.
طريقة التعامل مع أطفال التوحد
يتطلب التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد الوعي بـ بعض الأمور، وذلك لـ مدى استئثناية أطفال التوحد، أهم هذه الأمور تشمل ما يأتي ذكره أدناه:-
- “الصبر“: قد يتطلب التعامل مع طفل التوحد صبرًا إضافيًا وفهمًا. لنتعلم معًا كيف نستخدم الصبر كأداة قوية في التواصل والتفاعل معهم.
- “معالجة الغضب بشكل صحيح“: ساعدوا طفلكم في التعبير عن غضبه بطرق إيجابية وغير مؤذية. لنتعلم سويًا استراتيجيات تهدئة الغضب وتعزيز التحكم في العواطف.
- “لغة الحب والاهتمام“: قد لا يكون لدى أطفال التوحد نفس القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات، لذا يكون من الضروري توفير الحب والاهتمام بشكل واضح ومستمر لتعزيز رابطة الثقة والتواصل معهم.
- “التفاؤل والتصرف الإيجابي“: يمكن للتفاؤل والتصرف الإيجابي أن يسهما في تحسين تفاعل طفل التوحد. فلنتعلم سويًا كيف نعكس التفاؤل والإيجابية في تفاعلاتنا معهم وكيف نشجعهم على الانخراط بشكل إيجابي.
- “توجيه الاهتمام والتجاهل الإيجابي“: حينما يظهر سلوكٌ مزعجٌ من الطفل بهدف جذب الانتباه، يمكن أن يكون التجاهل الإيجابي أحد الطرق الفعالة لمنعه. لنتعلم كيف نستخدم التوجيه الإيجابي وتكافؤ السلوك الجيد لدعمهم في تبني سلوكٍ إيجابيٍّ.
في هذه الرحلة، نكتشف تفاصيل جديدة ونشاهد أبعادًا مختلفة من التوحد، مما يذكّرنا بأهمية فهم التنوع والتعددية في عالمنا. لنستمتع بالاكتشافات والمعرفة المتجددة، ونقف على عتبة مستقبل مشرق حيث يعيش الجميع بتناغم وتفهم.