يشهد مجتمع موريتانيا حالياً جدلاً حول أصول قبائل موريتانيا وتاريخها. نشأ هذا الجدل عقب سلسلة من المنشورات التي بدأها المؤرخ الموريتاني المعروف، الدكتور حماه الله ولد السالم، حيث تناول موضوع الأنساب على مر العصور.
هناك من يرون أن الحديث عن الأنساب قد يكون غير مناسب في هذا السياق وقد يثير حساسيات كبيرة، في حين يعتبر آخرون أن فهم تلك الأصول هو أمر أساسي لتحديد هوية المجتمع والمنطقة، وهو أمر لم يبت الشأن النهائي له بعد.
أين تقع موريتانيا ؟
دولة موريتانيا تحمل رسمياً اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية. تقع هذه الدولة في شمال غرب قارة أفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي، حيث تحدها المغرب والجزائر من الشمال، والسنغال من الجنوب، فيما تجاور مالي من الشرق والجنوب.
قد يهمك أيضًا: من هم الأمازيغ ؟
قبائل موريتانيا
بعض القبائل الرئيسية في دولة موريتانيا تشمل ما يأتي ذكره أدناه:-
- قبيلة الصونينكي: تتواجد بشكل رئيسي في شمال موريتانيا وتعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية.
- قبيلة اللمتة: توجد بالأساس في جنوب موريتانيا وتعيش في المناطق الزراعية، حيث يكمنها الاعتماد على الزراعة وتربية الماشية.
- قبيلة الفولاني: تُعتبر أكبر قبيلة في موريتانيا من حيث العدد وتنتشر في مختلف أنحاء البلاد. الفولاني هم من القبائل المتنقلة ويعتمدون بشكل رئيسي على رعاية الماشية.
- قبيلة الأولاد بوعمات: تُعد أكبر قبيلة في موريتانيا من حيث الإرث والعراقة، وهي من القبائل البدوية التي تعيش في مناطق مختلفة من البلاد، وتعتمد بشكل كبير على رعاية الإبل في الصحراء.
ملحوظة: هناك العديد من القبائل الأخرى الموجودة في البلاد.
قبائل موريتانيا البربر (الأمازيغ)
قبل ألف سنة أو حتى أكثر، كانت أرض موريتانيا خالية من السكان العرب والبربر، وقبل ألف سنة أخرى، لم يكن هناك أي أثر للبافور أو السوانك، أو حتى أي اسم آخر.
التاريخ لا يعرف حدوداً زمنية، حيث يمتد من صباح اليوم إلى اللحظات الأولى لوجود البشر. والشعب الموريتاني ليس استثناءً من هذا النمط، فجميع مكوناته قادمة من مستقبلات بعيدة في العصور المختلفة.
وكل هذه المكونات كانت في مراحل سابقة من تاريخها شيئاً مختلفاً قبل أن تتجمع لتشكل الشعب الموريتاني من بين شعوب إفريقيا الغربية والساحل والصحراء.
بالتالي، يمكن القول أن كل عرق من العروق التي تسكن هذا الوطن قدم من مكان ما، واستيطن هذا الفضاء الموريتاني، وهذا ليس استثناءاً بل هو قاعدة عامة في تشكيل الهوية الوطنية.
يتضح للمؤرخين أن الأمازيغ الصنهاجيين كانوا يعيشون في شمال ووسط موريتانيا منذ ما قبل الميلاد، ولكن هويتهم اللغوية والثقافية تغيرت بسبب التحولات السيادية والثقافية التي تبعت الفترة المعروفة بـ “الفتح العربي“.
حتى نشأة رأسمالية السواحل في القرن السابع عشر وما بعده، شهدت البلاد تحولات تسويقية وإنتاجية جديدة، ورغم ذلك، بقي الأمازيغ الأكثر كثافة في المنطقة.
ومن ثم، بدأ هؤلاء الأمازيغ في تقديم أصول نسبية مختلفة، غالباً ما كانت عربية، لتناسب التحولات السيادية واللغوية الجديدة، وذلك بناءً على السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الجديد.
توضح أبجدية تيفيناغ، التي تُستخدم للغات الأمازيغية في المغرب والمناطق الصحراوية، أن لغة الأمازيغ تعود على الأقل إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
ورغم ذلك، في القرون الوسطى، تعرضت هذه اللغة لتأثيرات من اللغات الأخرى. وتُشير الآثار إلى أن اللغة الآزيارية، التي كانت لغة منطوقة في مناطق واسعة، هي نتيجة للتداخل بين اللغة السنونكية واللغة الصنهاجية.
قبائل موريتانيا العرب
في بداية القرن الرابع عشر الميلادي (القرن الثامن هجري)، شهد الفضاء الموريتاني توافداً كبيراً لقبائل بني حسان العربية القادمة من منطقة المعقل، وذلك في إطار الهجرة الهلالية إلى شمال إفريقيا.
تمكنت هذه القبائل من تحقيق السيطرة السياسية والعسكرية على المناطق التي استوطنوها، وعلى السكان الأصليين.
عبر مسار تاريخي معقد، نجح بنو حسان في نشر لهجتهم العربية المميزة بالحسانية في جميع أنحاء البوادي والمدن. أدىهذا إلى تراجع استخدام اللهجات الأمازيغية النقية مثل الصنهاجية.
واندثار اللهجات الأمازيغية السودانية المشتركة مثل لهجة الكلام الأزيرية، والتي كانت تمثل مزيجاً بين اللهجة الصنهاجية واللهجة الصوننكية.
بالإضافة إلى ذلك، قام بنو حسان بنشر عادات تختلف عن تراث الأمازيغ الصحراوي الأصيل، مثل ترك شعر الرأس طويلاً بدلاً من حلقه، واستخدام الحسر (القطعة القماشية التي تغطي الوجه) بدلاً من الالتزام باللثام (التغطية التقليدية للوجه).
قد يهمك أيضًا: خريطة قبائل تشاد
قبيلة بني حسان
بني حسان قبيلة عربية عريقة، وهم أحد أكبر فروع قبيلة بني معقل. يمكن العثور على موطنهم في مناطق درعة والساورة وتيديكلت بمنطقة شمال إفريقيا الممتدة حتى سواحل المحيط الأطلسي.
قادة هذه القبيلة ينزلون في بلدة نول، قاعدة السوس، ويمتد نفوذهم عبر مناطق السوس البعيدة وما بعدها. ينتشرون عبر الصحاري ويعيشون بين السكان المحليين في المناطق مثل كدالة ومستوفة ولمتونة.
قام بني حسان بالسيطرة على مناطق شاسعة تشمل الصحراء الغربية وموريتانيا حالياً، وقاموا بنشر لهجتهم العربية الحسانية في هذه المناطق، وهي معروفة بأنها جزء من تراثهم.
بني حسان جزء من سلسلة تمتد إلى بن حسان بن مختار بن محمد بن معقل بن موسى الهراج بن محمد بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب.