التوقف عن تناول السكريات كان بمثابة تجربة جديدة بالنسبة إلى، حيث إن بها بعض الصعوبات والمخاطر إذا تمت بشكل غير علمي، لكنها مفيدة جدًا إذا كانت مدروسة؛ نظرًا لأن السكريات لها العديد من المخاطر خاصةً عند الإفراط في تناولها، ومن أبرز ما تعلمت من هذه التجربة أن الغذاء الصحي يجب أن يكون متوازنًا.
الامتناع عن السكر
أنا سيدة في الثلاثين من العمر.. كنت أعاني من بعض الوزن الزائد بعد الزواج ولم أتمكن من التخلص من هذه الدهون بالطريق التقليدية، مما جعلني ألجأ إلى ما يسمى بحمية قطع السكر.
في بداية تجربتي مع الامتناع عن السكر كان الموضوع في غاية الصعوبة خاصةً عند شرب القهوة والشاي والعصائر، بدأت في محاولة إيجاد بدائل لهذه المشروبات التي اعتدت عليها ولكن لم أجد أفضل من الأعشاب الطبيعية.
تجربة الأعشاب بدون سكر كانت غير مستساغة بالنسبة إلي، مما جعلني قد امتنعت عن شرب السوائل لمدة ثلاثة أيام، على الرغم من صعوبتها لم أُنهي ما بدأت من الامتناع التام عن الحلويات والمشروبات الغازية إلى جانب تقليل النشويات.
كنت أسير على نظام صحي صارم يعتمد على الخضروات والفواكه والبقوليات كذلك مع تقليل الدهون والنشويات وصولًا إلى القوام الممشوق الذي طالما حلمت به، نصحتني إحدى الصديقات بشرب الماء بكثرة، لأنها تساعد على خسارة الوزن.
بعد أسبوع من بداية التجربة بدأت بشرب القهوة دون وضع ذرة سكر واحدة وكانت لذيذة، لم أصدق أنني عدلت سلوكي الغذائي بهذا الشكل الرائع وتغلبت على واحد من أخطر السموم على صحة الإنسان.
بعد مرور أكثر من سنة على بدء تجربتي مع الامتناع عن السكر أصبح أسلوب حياتي الغذائي مختلف تمامًا عن ذي قبل فقد أصبحت لا أشرب المياه الغازية، ولا أضع السكر على المشروبات المنزلية سواء الساخنة أو الباردة.
كانت النتائج أكثر من ممتازة.. حيث وجدت أنني قد فقدت ما يقارب ثلاثة عشر كيلو جرامًا من وزني وأصبح قوامي رشيقًا ورياضيًا لاسيما بعد أن اعتدت على أداء بعد التمارين الرياضية بشكل يومي مما انعكس إيجابًا على حالتي النفسية والصحية.
تعرف على: تجربتي مع حبوب جلوكوفاج Glucophage للتنحيف
مخاطر الإفراط في تناول السكريات
كانت بداية تجربتي مع الامتناع عن السكر بكل أنواعه عندما أخبرني طبيب التغذية بالكثير من المخاطر التي تتسبب فيها السكريات لاسيما السكر المصنع الذي يدخل في الكثير من المنتجات من أمثلة الشوكولاتة والمشروبات الغذائية والحلويات المصنعة.
أكد الطبيب على أن الإفراط في تناول السكريات له الكثير من المخاطر على جميع أعضاء الجسم وليس فيما يخص الرشاقة والقوام المثالي فقط ومن أهم هذه المخاطر:
- زيادة فرص إصابة الجسم بالسمنة المفرطة وتراكم الدهون على الأعضاء الداخلية مثل القلب والكبد، إلى جانب أضرار زيادة الوزن التقليدية.
- زيادة المخاطرة في الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي وإفراز الإنزيمات المساهمة في إذابة الدهون إلى جانب اضطراب مستويات الأنسولين.
- يتسبب الإفراط في تناول السكريات بأنواعها إلى زيادة معدلات السكر في الدم، مما ينتج عنه الكثير من المشكلات الصحية.
- تناول كميات كبيرة من السكريات خاصةً المصنع ينتج عنه تسوس وتلف في الأسنان.
- السكر من أهم مسببات تكون الدهون غير الصحية التي ينتج عنها الكثير من السلبيات داخليًا وظاهريًا من أمثلة تراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم، خاصةً دهون البطن.
تعرف على: تجربتي مع حبوب أورليستات
تجربة قطع السكريات بشكل مفاجئ
أنا رجل في الأربعين من العمر كنت أرغب في بناء جسم مفتول العضلات بشكل طبيعي دون استخدام محسنات الأداء، وكنت أنوي الاعتماد بشكل كامل على النظام الغذائي، وكنت أعتقد أن الأمر يعتمد على المعلومات العامة ولا حاجة إلى زيارة الطبيب.
ارتكبت خطئًا كبيرًا عندما توقفت عن تناول السكر بشكل مفاجئ للعمليات الحيوية التي تدور في الجسم طوال الوقت على أمل أن أصل إلى الوزن المستهدف، والخطأ الأكبر أنني لم استشر الطبيب قبل اتخاذ هذا القرار.
تجربتي مع الامتناع عن السكر بشكل مفاجئ جعلتني شعرت بالدوار والغثيان بعد مرور أسبوع بدون أي شكل من أشكال السكريات، حتى أنني قد وصلت إلى حالة تشبه الإغماء في أحد الأيام عندما تعرقت كثيرًا وأنا أمارس التمارين الرياضية.
لاحظت أن نبضات قلبي تتسارع وبدأت الرجفة تصيب جميع أجزاء جسمي ناهيك عن ضيق التنفس، الأمر الذي جعلني أفكر في أن انقطاع السكر هو السبب حيث دائمًا ما كنت أنظر إلى مخاطرة ونسيت أنه من أهم مصادر الطاقة للجسم.
توصلت في النهاية إلى أن تجربة قطع السكريات بشكل مفاجئ كانت تجربة مؤذية وضارة، على الرغم من أنني كنت أرغب في أن أعيش حياة صحية، لكنني لم أرجع إلى أهل العلم، لذا بدأت في المتابعة مع طبيب تغذية مشهود له بالكفاءة لتحقيق الهدف المنشود.
تعلمت من هذه التجربة ألا أدخل في حرب خاسرة في البداية وأن أنظر إلى الإيجابيات مثلما أنظر إلى المخاطر، وأن الإفراط مضر سواء في تناول السكر أو الامتناع عنه، بعد الاستمرار في تناول الأغذية التي رشحها الطبيب ومع مرور الوقت وجدت تحسنًا ملحوظًا.
تعرف على: تجربتي مع حبوب نيو كاربون للتنحيف والقولون
مصادر السكريات وأنواعها
بعد مرور فترة صعبة من الامتناع عن السكريات بجميع أنواعها وجدت أنني لا أستطيع أن أتأقلم مع الوضع الحالي حتى أصل إلى الوزن المثالي، لذا قمت باستشارة أحد الأطباء في هذا الاختصاص للتعرف على بدائل مناسبة غير ضارة والتعرف على أنواع السكريات.
بعد الاطلاع على بعض البيانات عن حالتي وعمل بعض الفحوصات والتحاليل وضع لي الطبيب نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على جميع العناصر الغذائية بشكل مدروس، وعند السؤال عن أنواع السكريات وضح لي بعض المعلومات.
أولًا: السكريات الأحادية
تتكون من نوع السكر واحد ويعتبرها العلماء من أبسط الأشكال للنشويات؛ لأنها لا تتحلل وهي من أهم مصادر الطاقة للكثير من الكائنات الحية إلى جانب أهميتها لتكوين الأحماض النووية، ولها عدة أنواع:
- سكر الجلوكوز: هو الشكل الأساسي للسكر في الدم، ومصدر الطاقة الأول للخلية لأداء المهام الحيوية، يوجد في القمح والحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات، والسكر المصنع وتتم صناعته في الجسم من خلال تحلل أنواع أخرى من السكريات.
- سكر الجلاكتوز: يتركز هذا النوع في منتجات الألبان ويشبه سكر الجلوكوز في التكوين مع اختلاف الترتيب كما أن تركيبه الذري والروابط بين جزيئاته غنية بالطاقة، ويتم تحللها بواسطة أنزيمات طبيعية في الجسم.
- الفركتوز: هو الأكثر تركيزًا من ناحية المذاق بين أشكال السكريات الطبيعية، وهو الشهير بسكر الفواكه والخضروات إلى جانب العديد من المصادر الغذائية الأخرى من أمثلة عسل النحل والمحاصيل الزراعية مثل البنجر والقصب ونشا الذرة.
ثانيًا: السكريات الثنائية
هي صور السكريات التي تتألف من نوعين أحاديين واسمها العلمي Disaccharides وتشمل الأنواع الفرعية التالية:
- سكر اللاكتوز: من المعروف أن اللاكتوز هو سكر الحليب ويعد ثنائيًا لأنه يتألف من جزيء واحد من الجلاكتوز وآخر جلوكوز، وتكون جميع منتجات الألبان غنية به، وله دور في صناعة حمض اللاكتيك داخل الجسم، كما له أدوار هامة في الحصول على الطاقة.
- سكر المالتوز: يتألف المالتوز من جزيئين سكر جلوكوز ومن أهم مصادره الطبيعية دبس السكر، إلى جانب بعض الحبوب المنبتة من خلال تكسير النشا لتعزيز عملية النمو والتمثيل الغذائي، وكثيرًا ما يتم استخدامه في عمليات التخمير.
- سكر السكروز: يتألف ما يعرف بسكر Sucrose من جزيء من الجلوكوز وآخر من الفركتوز، وهو المعروف بسكر المطبخ أو المائدة ومصدره الأساسي النباتات، والخضروات، والمكسرات، كما يمكن إنتاجه صناعيًا من المحاصيل الزراعية.
تجربتي مع الامتناع عن السكر كانت من أبرز التجارب التي حققت منها الكثير من الأهداف سواء على مستوى الشكل الخارجي أو الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، لكن يجب الحذر عند اتخاذ هذا القرار واستشارة الطبيب أولًا.