في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم وتلبية احتياجات الطلاب وأولياء الأمور، أعلنت وزارة التربية والتعليم في الإمارات عن اعتماد نظام الدوام المرن للطلاب في المدارس، هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الوزارة لتطوير النظام التعليمي بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2030، والتي تركز على بناء جيل متميز قادر على مواكبة التحديات المستقبلية، سيسهم نظام الدوام المرن في توفير بيئة تعليمية مرنة ومناسبة، تعزز من إنتاجية الطلاب وتدعم توازنهم بين الحياة الدراسية والشخصية.
التربية الإماراتية تعتمد الدوام المرن للطلاب
الدوام المرن هو أحد الأنظمة التي يسمح للطلاب وأولياء الأمور من خلالها بتحديد مواعيد حضورهم إلى المدرسة ضمن نطاق زمني محدد، بحيث يمكنهم اختيار الوقت الذي يناسبهم، سواء كان ذلك في الصباح الباكر أو في وقت لاحق من اليوم.
كما يتيح هذا النظام للطلاب الفرصة لتحديد أوقات الدوام التي تتناسب مع احتياجاتهم الشخصية والعائلية، مما يعزز من تركيزهم وقدرتهم على التحصيل العلمي.
هذا النظام ليس جديد في العالم إذ تم تطبيقه في العديد من الدول المتقدمة التي تسعى إلى توفير بيئة تعليمية تركز على الطالب واحتياجاته الفردية، ومع اعتماد هذا النظام في الإمارات من المتوقع أن يتمكن الطلاب من تحقيق أداء أكاديمي أفضل، بالإضافة إلى تحسين صحتهم النفسية والجسدية.
وقد جاء قرار اعتماد الدوام المرن في الإمارات استجابةً لعدة عوامل، حيث يسعى النظام إلى تحسين رفاهية الطلاب من خلال منحهم حرية أكبر في اختيار أوقات الحضور التي تتناسب مع إيقاع حياتهم اليومية، كما تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين يحصلون على قسط كاف من النوم والراحة يكونون أكثر تركيزًا وإنتاجية في الدراسة، مقارنة بأولئك الذين يضطرون للاستيقاظ في ساعات مبكرة بشكل يومي.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النظام يساعد في تخفيف الازدحام المروري الناتج عن تزامن أوقات دخول وخروج الطلاب من المدارس، مما يساهم في تحسين حركة المرور وتقليل الضغط على البنية التحتية للنقل، وهذا الجانب له أهمية كبيرة خاصة في المدن الكبرى مثل دبي وأبوظبي، حيث تشهد الطرق ازدحامًا شديدًا في أوقات الذروة.
كما يهدف إلى تعزيز مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية، حيث يمنحهم مرونة أكبر في تنظيم جداولهم اليومية بما يتوافق مع احتياجات أبنائهم الدراسية، هذا يعزز من التفاعل بين المدرسة والأسرة، ويتيح لأولياء الأمور فرصة أكبر للمشاركة في دعم تحصيل أبنائهم العلمي.
لضمان نجاح نظام وضعت وزارة التربية والتعليم آلية واضحة لتنفيذه، تبدأ هذه الآلية بتحديد نطاق زمني معين يتاح فيه للطلاب اختيار أوقات الحضور، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى المدرسة في أي وقت ضمن هذا النطاق، يتطلب الأمر تنسيقًا مسبقًا مع إدارة المدرسة لضمان تنظيم الجداول الدراسية بما يتماشى مع احتياجات الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك سوف يتم توفير أنشطة تعليمية مرنة تتناسب مع طبيعة الدوام الجديد، بحيث يتمكن الطلاب من متابعة دروسهم وفقًا لجداولهم المختارة دون التأثير على جودة التعليم، ستشمل هذه الأنشطة الدروس المسجلة، والمنصات التعليمية الإلكترونية، بالإضافة إلى الدعم الشخصي من المعلمين.
لضمان نجاح التجربة سوف تقوم الوزارة بإجراء تقييم دوري للنظام، مع الاستفادة من ملاحظات الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين لتحسين النظام وتطويره باستمرار، كما سوف يتم تقديم دورات تدريبية للمعلمين والإداريين لتأهيلهم للتعامل مع التحديات التي قد تنشأ عن تطبيق النظام الجديد.
اعتماد النظام يحمل العديد من الفوائد المتوقعة للطلاب وللنظام التعليمي بشكل عام من أبرز هذه الفوائد من خلال منح الطلاب الحرية في اختيار أوقات الحضور التي تناسب إيقاعهم البيولوجي، يتوقع أن يتحسن تركيزهم وأداؤهم الأكاديمي بشكل ملحوظ ويساعد الدوام المرن في تقليل التوتر الناتج عن الاستيقاظ المبكر والازدحام المروري، مما يساهم في تعزيز صحة الطلاب العامة.
من خلال منح أولياء الأمور مرونة أكبر في تنظيم جداولهم اليومية، يمكن أن يزداد تفاعلهم مع المدارس، مما يعزز من الدعم الأسري للعملية التعليمية ومن خلال توزيع أوقات الحضور والانصراف.
كما قد يقل الازدحام المروري بشكل كبير، مما يسهم في تحسين حركة المرور وتقليل الضغط على البنية التحتية ويدفع هذا النظام المدارس إلى تبني أساليب تعليمية مبتكرة ومتنوعة، تتماشى مع الاحتياجات المختلفة للطلاب وتوفر تجربة تعليمية أكثر شمولية.
رغم الفوائد العديدة لنظام الدوام المرن إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه عملية تطبيقه من أبرز هذه التحديات التنسيق بين المدارس وأولياء الأمور لضمان التزام الطلاب بالمواعيد المختارة، بالإضافة إلى إدارة الجداول الدراسية لضمان تقديم المحتوى التعليمي بجودة عالية.
للتغلب على هذه التحديات وضعت وزارة التربية والتعليم خطة متكاملة تشمل تقديم الدعم الفني والإرشاد للمدارس وأولياء الأمور، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية التكنولوجية لضمان سير العملية التعليمية بسلاسة، كما سوف تقوم الوزارة بمتابعة مستمرة لتجربة الدوام المرن، مع إجراء التعديلات اللازمة بناءً على التقييمات الدورية والملاحظات الواردة من مختلف الأطراف.
اطلع على: أهم وظائف الأحوال الامارات الحكومية لجميع الجنسيات