الإسلام

ما هي صفات الآلهة الباطلة

ما صفات الآلهة الباطلة؟ وهل ذكر الله تعالى تلك الآلهة في القرآن الكريم؟ يعد التوحيد هو الأمر الرئيسي الذي أرسل الله تعالى الأنبياء ليحثوا إليه، فالتوحيد هو الطريق المؤدي إلى الجنة ومن يعبد غير الله تعالى فقد أشرك به، وفي موضوعنا سوف نوضح تلك الصفات التي كان يعبدها الكافرون.

إن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد وأي إله غيره يكون إلهًا باطلًا، حيث كان يقوم المشركون بصناعة الأصنام ويتخذونها  آلهة لهم ويقومون بعبادتها دون التأمل في خلق الله تعالى لهم وللكون من حولهم، وفيما يلي سوف نذكر ما صفات الآلهة الباطلة.

  • لا ينفعون ولا يضرون: إن تلك الآلهة الباطلة التي يعبدها المشركون لا تعود عليهم بأي نفع أو ضرر، فهي لا تمنع عنهم الشر ولا تأتي إليهم بالخير والنعم، فلا يمكن للإنسان أن يتوكل على غير الله عز وجل شافي الأمراض وميسر الأمور وموزع الأرزاق.
  • العجز: مهما قام الإنسان بالدعاء إلى تلك الألهة فهي لا تسمع هذه الأدعية وغير قادرة على تحقيق أيًا منها، وذلك لأنها جماد من صنع الإنسان لم يبعث الله تعالى بها الروح لسماع الدعاء أو تلبيته.
  • عدم امتلاكها لشيء: يعد أيضًا من أهم الأمور التي تدور حول  سؤال ما صفات الآلهة الباطلة أنها لا تمتلك أي شيء ولا تملك القدرة على تغيير ما يدور حولها، فالله سبحانه وتعالى هو المالك والمتحكم والقادر على كل شيء في الكون.

مخلوقة وليست خالقة: قال الله تعالى: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ). سورة الزمر – الآية 6

حيث إنه هو الذي وضعنا في بطون أمهاتنا وهو الوحيد الذي لديه القدرة على التحكم في الخلق بأكمله، ولكن الأصنام فهي من صنع الإنسان وغير قادرة على خلق أي شيء.

لا يفوتك أيضًا: ما هو حُكم الشرك في الألوهية

صفات الآلهة الباطلة في القرآن الكريم

لقد ذكر الله عز وجل في  بعض الآيات بكتابه الكريم الآلهة الباطلة وهو يشير في تلك الآيات إلى تعجبه من عبادة  الإنسان لشيء غيره وهو خالق الكون ومُدبر الأمور، ومن الأمثلة على تلك الآيات قوله تعالى:

((إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ). سورة فاطر – الآية 14

يوضح الله تعالى في هذه الآية أنه حتى إذا كانت تلك الألهة لديها القدرة على الاستماع للأدعية فإنها غير قادرة على الفهم، وإذا كانت قادرة على الفهم فهي غير قادرة على النطق لتلبيتها.

كما أن يوضح في قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ). سورة يونس – الآية 18

يشير الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي يأمر وينهي وهو الذي يكتب الأقدار ويعلمها ويمنع عن عباده الشر ويهديهم بنعمه الكثيرة، وتلك الآلهة هي مجرد تماثيل وأصنام غير قادرة على أي شيء.

قال الله تعالى أيضًا حول الآلهة الباطلة في القرآن الكريم: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ)، ويشير هنا إلى أنه خالق كل شيء وهو الذي خلق الإنسان ليعبده وليس ليقوم بصنع شيء آخر ليس له قيمة لعبادته.

لا يفوتك أيضًا: هل تحرير فلسطين من علامات الساعة ؟

التوحيد وأنواعه

كان الأنبياء يدعون الكفار والمشركين إلى التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى وحده وعدم الشرك به، حيث كانوا يحثون على ترك عبادة الآلهة الباطلة كالأصنام وغيرها التي ليس لها نفع أو ضرر والتأمل في الكون وعبادة الله تعالى الذي خلقه بأكمله.

كما كان يحثون على أن التوحيد هو الطريق الصحيح المؤدي للجنة ونعيمها، ومن أبرز الدلالات على ذلك الأمر عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه ليدعو الناس إلى عبادة الله عز وجل وحده في اليمن فقال له:

(إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ).

كما يتضح أن التوحيد له 3 أنواع وهما توحيد الألوهية وتوحيد وتوحيد الأسماء والصفات، والمقصود بالنوع الأول هو أن يعبد الإنسان الله تعالى وحده وعدم الشرك به أبدًا.

والنوع الثاني المقصود به هو الإيمان بالله تعالى أنه هو الوحيد القادر على الخلق والتحكم في كل أمور الكون، بينما النوع الثالث فيقصد منه الإيمان بصفات وأسماء الله تعالى العظيمة.

لا يفوتك أيضًا: أمثلة الحلف بغير الله وحكمه في المذاهب الأربعة

صفات الآلهة الباطلة

ما هو السبب وراء تعلق المشركين بالآلهة الباطلة؟

إن السبب وراء عبادة المشركين لغير الله تعالى والشرك به هو معتقداتهم الخاطئة، حيث أنه بسبب إيمانهم الضعيف يؤمنون بالشيء الذي يمكنهم أن يلمسوه أو يروه فقط وأكبر مثال على ذلك الأمر هم بنو إسرائيل فقال تعالى:

(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ).

سورة الأعراف – الآية 138

كما قد يكون السبب في ذلك أيضًا هو  وصول احترام الأشخاص إلى تقديسهم وعبادتهم مثل عبادة الله تعالى من دون الإدراك بالذنب العظيم الذي تم ارتكابه.

وحدث ذلك النوع من الشرك بأكثر من شكل، وكان قوم نوح  هم أول من أشرك بسبب تلقيب القوم الصالحين بالآلهة وتقديسهم بعد الموت ومن ثم عبادتهم.

حيث كان يعجب قوم بقوم آخر فيتبعونه  ويقدسونه، ومن الأمثلة على ذلك أيضًا هم اليهوديين الذين قاموا بتقديس الرهبان فقال تعالى:

(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).

سورة التوبة – الآية 30

كما أنه من الأمثلة على ذلك النوع من الشرك قوم إبراهيم فهم كانوا يقدسون الشمس والقمر الذي خلقهم الله عز وجل فقال تعالى:

(وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

سورة فصلت – الآية 37

قد يكون السبب وراء الشرك أيضًا هو الجهل الذي يؤدي إلى الخراب مثلما حدث مع قوم موسى عليه السلام، ومن الممكن أن يكون السبب هو اتباع الأهواء فقال تعالى:

(لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ).

سورة المائدة – الآية 70

إن كل ما يدور حول ما صفات الآلهة الباطلة وذكرها في القرآن الكريم هو أنها مجرد تماثيل بلا قيمة من صنع الخلق، وأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الواحد الأحد الذي خلق الكون وحده، والشرك به هو انحراف عن الطريق المستقيم والجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button